بعد تعديلات «الهوية والجنسية».. تعرف إلى شروط تأشيرة الحالات الإنسانية
بقلم: [اسم الكاتب أو المصدر، إذا كان متوفرًا]
في السنوات الأخيرة، شهدت الإمارات العربية المتحدة سلسلة من التعديلات المهمة على قانون الهوية والجنسية، والتي تهدف إلى تعزيز الجاذبية الاقتصادية للبلاد، تحسين إجراءات الهجرة، وتعزيز الجوانب الإنسانية. من أبرز هذه التعديلات تلك التي تمت في عام 2021، والتي ركزت على تسهيل إصدار التأشيرات لفئات محددة، بما في ذلك تأشيرة الحالات الإنسانية. هذه التعديلات جاءت كرد فعل للتحديات العالمية مثل جائحة كوفيد-19، إذ سعت الحكومة إلى تقديم حلول سريعة للأفراد الذين يواجهون ظروفًا طارئة. في هذا التقرير، سنتعرف على شروط تأشيرة الحالات الإنسانية بعد هذه التعديلات، وكيف أصبحت أكثر مرونة وانفتاحًا.
ما هي تأشيرة الحالات الإنسانية؟
تأشيرة الحالات الإنسانية هي نوع خاص من التأشيرات يصدره مجلس الوزراء في الإمارات، ويهدف إلى تقديم دعم فوري للأشخاص الذين يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة. تشمل هذه الحالات، على سبيل المثال، الأمراض الطارئة، الوفيات في العائلة، الكوارث الطبيعية، أو أي ظرف يهدد حياة الفرد أو يتطلب تدخلاً سريعًا. بعد التعديلات على قانون الهوية والجنسية، أصبحت هذه التأشيرة أكثر شمولاً، حيث تم توسيع نطاقها ليشمل فئات إضافية مثل العمالة الأجنبية المعرضة للخطر أو أفراد العائلات المقيمة في الإمارات.
الهدف الرئيسي من هذه التعديلات هو تعزيز دور الإمارات كمنارة للإغاثة الإنسانية، مع الحفاظ على مصالح الأمن الوطني. وفقًا للبيانات الرسمية من وزارة الداخلية، تمت مراجعة الإجراءات لتكون أسرع وأكثر كفاءة، مما يسمح بإصدار التأشيرة في غضون أيام بدلاً من أسابيع.
التغييرات الرئيسية بعد التعديلات على قانون الهوية والجنسية
قبل التعديلات، كانت شروط تأشيرة الحالات الإنسانية صارمة نسبيًا، مما حد من عدد المتقدمين. ومع ذلك، أدخل القانون الجديد عدة تحسينات، بما في ذلك:
-
توسيع الفئات المستفيدة: أصبحت التأشيرة متاحة لأكبر عدد من الأشخاص، مثل أقارب المتوفين، المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل، والضحايا للكوارث الإنسانية. على سبيل المثال، إذا كان أحد أفراد العائلة مقيمًا في الإمارات، يمكنه الآن دعم طلب تأشيرة لأقاربه دون قيود سابقة.
-
تبسيط الإجراءات: تم تقليل الإجراءات البيروقراطية، حيث يمكن الآن تقديم الطلب عبر منصات إلكترونية مثل موقع خدمة الإمارات (UAE Government Portal) أو تطبيق “أبشر”، مما يقلل من الحاجة لزيارات مكاتب الجهات الحكومية.
-
زيادة فترة التأشيرة: أصبح بإمكان حاملي التأشيرة البقاء لفترة أطول بناءً على الحالة، بدلاً من الفترات القصيرة السابقة، مع إمكانية تمديدها إذا لزم الأمر.
شروط تأشيرة الحالات الإنسانية بعد التعديلات
للحصول على تأشيرة الحالات الإنسانية، يجب على المتقدمين الوفاء بعدة شروط أساسية، والتي حدثت جزئيًا بفضل التعديلات. إليك التفاصيل الرئيسية:
-
الأهلية العامة:
- يجب أن يكون المتقدم في ظرف إنساني طارئ، مثل حالة طبية عاجلة أو وفاة قريب.
- يجب أن يكون لدى المتقدم دعم من شخص مقيم قانونيًا في الإمارات، مثل مواطن أو مقيم دائم.
- عدم وجود سجل إجرامي أو تهديد للسلامة العامة، كما هو محدد في قانون الهوية والجنسية.
-
الوثائق المطلوبة:
- طلب رسمي مبرر بالأدلة (مثل تقارير طبية، شهادات وفاة، أو وثائق تثبت الكارثة).
- صورة واضحة من جواز السفر أو أي وثيقة هوية صالحة.
- خطاب دعم من الشخص المقيم في الإمارات، مصحوبًا بتأكيد مسؤوليته المالية عن المتقدم.
- في حالات الطوارئ الطبية، تقرير طبي من مستشفى معتمد يؤكد الحاجة العاجلة.
-
الشروط الصحية والأمنية:
- إذا كانت الحالة متعلقة بأمراض معدية، يجب إكمال فحوصات طبية معينة كما يحدد الجهاز الفيدرالي للصحة.
- التأكيد على عدم وجود مخاطر أمنية، حيث يخضع الطلب لفحص من قبل الجهات الأمنية المختصة.
-
الرسوم والمواعيد:
- تتراوح رسوم التأشيرة بين 500 إلى 1000 درهم إماراتي، حسب نوع الحالة، وغالباً ما تكون قابلة للتنازل في الحالات الإنسانية الحرجة.
- يجب تقديم الطلب في غضون 15 يومًا من حدوث الحالة، لضمان التعامل السريع.
كيفية التقديم والإجراءات
لتقديم طلب تأشيرة الحالات الإنسانية، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- زيارة موقع خدمة الإمارات الرسمي أو تطبيق “الإمارات ديجيتال” لملء النموذج الإلكتروني.
- رفع الوثائق المطلوبة ودفع الرسوم إذا لزم الأمر.
- انتظار الرد، الذي يأتي عادةً خلال 48 إلى 72 ساعة في الحالات العاجلة.
- في حالة القبول، يتم إصدار التأشيرة عبر البريد الإلكتروني، مع تعليمات حول الدخول إلى البلاد.
من المهم التنويه إلى أن التعديلات جعلت العملية أكثر شفافية، حيث يمكن تتبع حالة الطلب عبر التطبيقات الرسمية.
فوائد تأشيرة الحالات الإنسانية وأثرها
تعد هذه التأشيرة خطوة هامة نحو بناء مجتمع أكثر إنسانية، حيث تسمح للأفراد بالوصول إلى الرعاية الطبية أو دعم العائلة في أوقات الأزمات. على سبيل المثال، خلال جائحة كورونا، ساعدت التعديلات آلاف الأشخاص في العودة إلى الإمارات للعلاج أو الاعتناء بأقاربهم. كما أنها تعزز صورة الإمارات كوجهة آمنة وداعمة، مما يجذب المزيد من الاستثمارات والمهاجرين.
خاتمة
بعد التعديلات على قانون الهوية والجنسية، أصبحت شروط تأشيرة الحالات الإنسانية أكثر سهولة وفعالية، مما يعكس التزام الإمارات بتعزيز حقوق الإنسان والتضامن. إذا كنت تواجه ظرفًا إنسانيًا، فمن الضروري التحقق من التفاصيل من خلال المصادر الرسمية مثل موقع وزارة الداخلية أو الاتصال بمركز الاتصال الحكومي. تذكر أن السرعة في التقديم قد تكون حاسمة، لذا كن مستعدًا بجميع الوثائق اللازمة. في نهاية المطاف، تشكل هذه التعديلات دليلاً على التطور المستمر في الإمارات نحو نظام هجرة أكثر عدلاً وإنسانية.
تعليقات