ظهرت ميغان ماركل، دوقة ساسكس، في أسبوع الموضة بباريس لأول مرة، حيث حضرت عرض دار بالنسياغا الذي يُعتبر عودة قوية للعلامة تحت قيادة المدير الإبداعي الجديد بييرباولو بيكيولي. كانت هذه الظهورة حدثًا بارزًا، حيث تألقت ماركل بإطلالات أنيقة تعكس مزيجًا من الأناقة الكلاسيكية واللمسات الحديثة، وسط مجموعة أزياء تضم إشارات إلى التراث التقليدي للدار مع لمسات مبتكرة.
بالنسياغا يعيد تعريف التراث في أسبوع الموضة
بدأ العرض بإطلالات درامية تُذكر بالأصول الإسبانية للدار، حيث استلهم بيكيولي من تصاميم كريستوبال بالنسياغا، مثل فساتين “السك” التقليدية المعروفة بشكلها المنتفخ والكوكوني. وردت في المجموعة قمصان وتنانير بأشكال مبالغ فيها، إلى جانب فساتين ذات أذيال طويلة تتمايل مع حركة العارضات، مع لمسات معاصرة مثل الألوان الزاهية، بما في ذلك البنفسجي والفيروزي والأصفر الفاقع. كما شملت المجموعة نسخًا حديثة من حقائب شهيرة مثل “سيتي” و”روديو”، إضافة إلى نموذج جديد من حقيبة “بولر” مزينة بشعار BB، بالإضافة إلى جاكيتات جلدية وملابس كشفت عن تفاصيل جريئة، مثل فتحات على شكل V في الأمام والخلف. أكد بيكيولي في تصريحاته أنه سعى لدمج التراث مع ثقافة الشارع، قائلًا: “أردت أن أحتضن ما قام به السابقون وأجد مصالحة بين الماضي والحاضر، فهذا ليس إنكارًا للتاريخ بل احترامًا له”.
بالإضافة إلى ذلك، ركزت المجموعة بشكل كامل على الملابس النسائية، مما يعكس روح الدار التي أسسها كريستوبال بالنسياغا، الذي كان يهتم بكيفية شعور المرأة بالراحة والأناقة في ملابسها. لمسات بيكيولي الشخصية ظهرت جلية في استخدامه الألوان النابضة، مستوحاة من خبرته في “فالنتينو”، حيث اشتهر بلون الوردي الكهربائي الذي أصبح اتجاهًا عالميًا. كانت الإطلالات العامة مزيجًا من الإبداع والاحتراف، حيث انتهى العرض بتحية ختامية للمصمم تلقى فيها تصفيقًا حارًا من الجمهور، بما في ذلك أفراد عائلته في الصفوف الأمامية.
أناقة عرض الأزياء لدى بالنسياغا
أما بخصوص ظهور ميغان ماركل، فقد كانت إطلالتها أولى ما لفت الأنظار، حيث وصلت بعد جلوس الضيوف بفستان أبيض كامل من تصميم بالنسياغا، يتكون من قميص حريري وسروال واسع مع عباءة تنسدل بخفة. أكملت الإطلالة بحذاء أسود كلاسيكي بكعب عالٍ وحقيبة كلاتش سوداء، مع تسريحة شعر مرفوعة ومكياج ناعم يعكس أسلوبها البسيط. في حفل ما بعد العرض، غيرت ماركل إلى فستان ميدي أسود بياقة مزينة بعباءة على كتف واحد وظهر منخفض، مع الحفاظ على الحذاء نفسه وإضافة أساور ذهبية وأقراط ماسية، مما منحها مظهرًا جريئًا وأنيقًا يتناسب مع جو العرض. هذه الإطلالات لم تكن مجرد ملابس، بل تعبيرًا عن اندماج الفخامة مع اليومي، مستوحاة من التراث الإسباني الذي يركز على تفاصيل دقيقة تجعل المرأة تشعر بالقوة والأناقة.
في المجمل، يمثل عرض بالنسياغا خطوة تطورية في عالم الموضة، حيث جمع بيكيولي بين الإرث التاريخي والابتكار الحديث، مع الإلهام من أيقونات مثل غريس كيلي وأودري هيبورن، اللواتي كن يرتدين تصاميم الدار. كما أن حضور ماركل أبرز كيف يمكن للأزياء أن تكون قصة حية، تجمع بين الجمال والتاريخ، مما يجعل هذا العرض حدثًا لا يُنسى في أسبوع الموضة بباريس. ومع تركيز الدار على الملابس النسائية، يستمر بيكيولي في إعادة صياغة التراث بأسلوب يجمع بين البراعة والإبداع، مما يؤكد على أهمية الالتزام بالجذور مع النظر نحو المستقبل.
تعليقات