قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب تحتوي على تفاصيل كثيرة لا تزال تحتاج إلى اتفاق من جميع الأطراف، مشيراً إلى أن الاجتماعات في الإثنين الماضي استغرقت أربع ساعات من المفاوضات الدقيقة، قبل أن تستمر اليوم في شرم الشيخ. أكد الأنصاري التزام قطر بالعمل الدؤوب لدفع هذه الخطة قدماً، مع التركيز على إنهاء الحرب في غزة وإيقاف الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية. وأعرب عن امتنان قطر للالتزام الأمريكي في محاولات إنهاء الصراع، مؤكداً أن الخطة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتسليم الرهائن، حيث يُعتقد أن ذلك سيكون الخطوة الأولى نحو وقف إطلاق النار الشامل.
تطورات خطة ترمب في مفاوضات السلام
في مؤتمر صحفي الثلاثاء، أوضح الأنصاري أن قطر تعمل جنباً إلى جنب مع الجانب الأمريكي لضمان أن تنفيذ خطة ترمب لن يكون مؤقتاً، بل سيكون مبنياً على ضمانات عملية وسريعة التطبيق تلبي موافقة جميع الأطراف المعنية. وأشار إلى أن كل الدول والأطراف المتورطة قد وافقت بالفعل على أسس الخطة، لكن التحديات الحقيقية تكمن في آليات التنفيذ، خاصة فيما يتعلق ببدء وقف إطلاق النار وإيقاف آلة الحرب التي تودي بحياة الأطفال والمدنيين في غزة. كما أكد أن الربط بين تسليم الرهائن وإنهاء القتال يمثل موقفاً أمريكياً واضحاً، مما يؤكد أهمية هذه الخطوة كمفتاح للسلام. وفي سياق متصل، تحدث عن دور قطر في الوساطة منذ عام 2006، موضحاً أن مكتب حركة حماس في الدوحة كان جزءاً من هذه الجهود، مع التأكيد على أن مستقبل الشعب الفلسطيني يجب أن يحدده الفلسطينيون أنفسهم دون تدخلات خارجية.
جهود الوساطة لإنهاء النزاع
أما بخصوص الخطة الأمريكية التي أعلنها ترمب في 29 سبتمبر الماضي، فهي تشمل 20 بنداً رئيسياً، منها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وفرض وقف إطلاق النار، ونزع السلاح عن حركة حماس. دعا ترمب مؤخراً إسرائيل إلى وقف القصف الفوري على قطاع غزة، استجابة لرد حماس الإيجابي، إلا أن إسرائيل تجاهلت هذه الدعوة تماماً. وفي هذا السياق، تستمر إسرائيل في شن هجماتها منذ 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى كارثة إنسانية هائلة، حيث أسفرت عن سقوط أكثر من 67 ألف شهيد و169 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تفاقم المجاعة التي أودت بحياة أكثر من 460 فلسطينياً، بينهم 154 طفلاً. هذه الخطة تمثل فرصة حقيقية لإنهاء هذه المأساة، لكنها تتطلب التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف لتحويل الكلمات إلى أفعال ملموسة على الأرض. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبرز دور قطر كوسيط رئيسي في التوصل إلى اتفاق يضمن السلام الدائم ويعيد الأمان لسكان غزة. يجب أن تركز المفاوضات القادمة على بناء آليات تنفيذ سريعة، لتجنب أي تأخير قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية، مع التأكيد على أهمية دعم المجتمع الدولي لجهود السلام هذه. وفي النهاية، فإن نجاح خطة ترمب يعتمد على قدرة جميع الأطراف على تجاوز الفوارق ووضع مصلحة الشعوب أولاً، ليصبح السلام في غزة حقيقة واقعة لا مجرد كلمات على الورق.
تعليقات