بعد مرور عامين على أحداث 7 أكتوبر.. كيف هز الطوفان أسس إسرائيل وأثر على صورتها عالميًا؟

مع مرور عامين على أحداث 7 أكتوبر 2023، تبرز الحقائق بشكل أكثر وضوحاً، حيث كشفت هذه الأحداث عن عمق المشروع الاستيطاني الصهيوني، الذي ينفي وجود الشعب الفلسطيني ويسعى لإبادته من خلال سلسلة من المجازر بدءاً من النكبة عام 1948 وصولاً إلى الإبادة الجارية في غزة. لقد تجاوزت الاستجابة الإسرائيلية كونها ردة فعل، لتكشف عن خطط شاملة للتهجير والتدمير، مما أسفر عن أكثر من 235 ألف شهيد وجريح، بما فيهم آلاف الأطفال، مع تدمير شامل للمستشفيات والمدارس والمساجد. هذا الواقع يعكس تواطؤاً دولياً واسعاً، خاصة من الولايات المتحدة، في دعم توسع إسرائيلي يهدد السيادة الدولية ككل.

تأثير طوفان الأقصى على المنظومة الدولية

أعاد طوفان الأقصى فلسطين إلى قلب الجدل السياسي العالمي، مفككاً أسطورة التفوق الإسرائيلي وكاشفاً هشاشة أجهزتها الأمنية والدعائية. لقد فضح هذا الحدث ازدواجية المعايير الغربية، حيث ألهم صمود الشعب الفلسطيني أحرار العالم وضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بجرائم الحرب. في السياق ذاته، أصبحت المقاومة فاعلاً أساسياً، محطماً أوهام التطبيع ومفضحاً جوهر المشروع الصهيوني المبني على الإبادة والتهجير. نتيجة لذلك، تشهد القضية الفلسطينية تحولاً نحو المبادرة، مع تصاعد المطالب بمحاكمة قادة إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية.

كشف بنية الإبادة الصهيونية

جاء طوفان الأقصى كرد فعل طبيعي على عقود من الحصار والقهر، حيث لم تتوقع المقاومة مدى الرد الإسرائيلي الوحشي، الذي تجاوز كل حدود الإنسانية ليصبح مشروعاً للإبادة الشاملة. هذا الحدث قلب المعادلات الاستراتيجية، حيث خدعت المقاومة إسرائيل في مجال أمنها، بينما كشف الخداع الإسرائيلي العالم عن خطط التهجير المعممة. على سبيل المثال، ظهرت تصريحات رسمية إسرائيلية تنفي إنسانية الفلسطينيين، مثل وصف الشعب بـ”الحيوانات البشرية”، وقد شملت دعوات لإحراق غزة واستخدام التجويع كسلاح. هذا الانكشاف أبرز سادية النهج الصهيوني، الذي يستهدف الأطفال والمدنيين بشكل متعمد، مما جعل مسار التفاوض مجرد غطاء للتصعيد.

في السياق السياسي، أفشلت إسرائيل الجهود لوقف إطلاق النار، مستغلة المفاوضات لتوسيع عدوانها، كما حدث في مارس 2025 عند إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية. هذا السلوك كشف أن الهدف الحقيقي هو فرض واقع جديد يدعم الاستيطان. من جانب آخر، حقق طوفان الأقصى مكاسب كبيرة، فقد أضعف الثقة في إسرائيل داخلياً ودولياً، وحطم صورتها كـ”ديمقراطية”، مما أدى إلى عزلها وفرض عقوبات. كما أعاد صياغة الرواية العالمية، حيث أصبحت كلمات مثل “الاحتلال” و”الإبادة” جزءاً من الخطاب الرسمي، وأثبت أن تجاهل الحقوق الفلسطينية يؤدي إلى انفجارات أكبر. في النهاية، يجسد هذا الحدث رمزاً للصمود، داعياً لمواجهة الإبادة من خلال الضغط الدولي والحشد العربي لرفع الظلم واستعادة الكرامة.