الدكتور عبدالعزيز الواصل، ممثل المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، ألقى بيانًا نيابةً عن مجموعة منظمة التعاون الإسلامي أمام اللجنة السادسة للجمعية العامة، حيث ركز على مواقف المجموعة في مواجهة التحديات الأمنية العالمية من خلال تعزيز مكافحة الإرهاب. في البيان، أكد المجموعة على ضرورة تبني نهج شامل يعزز التعاون الدولي للتصدي لكل أشكال الإرهاب، مع التركيز على معالجة العوامل الرئيسية التي تفاقم هذه الظاهرة، مثل الاحتلال والفقر والانعزال الاجتماعي. هذا النهج يأتي كرد فعل للتهديدات المتزايدة التي تشكلها الأعمال الإرهابية على السلام العالمي، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها كأساس لأي جهود ناجحة في هذا المجال.
مكافحة الإرهاب: رؤية منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز الأمن الدولي
في بيانه، شدد الدكتور الواصل على إدانة قاطعة للإرهاب في جميع صوره وأشكاله، موضحًا أن هذه الظاهرة ليس لها صلة بأي دين أو ثقافة، بل هي نتيجة لعوامل سياسية واقتصادية معقدة. أبرز المجموعة أهمية اتباع استراتيجية شاملة تتضمن معالجة الأسباب الجذرية، مثل الاحتلال الدائم الذي يثير الغضب واليأس، بالإضافة إلى مكافحة الفقر المنتشر والعدوان الخارجي الذي يهدد استقرار المناطق. كما أكد ضرورة التمييز بين الإرهاب كعمل إجرامي وبين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال بشكل مشروع وفق القوانين الدولية. في هذا السياق، جددت مجموعة التعاون الإسلامي إدانتها للاحتلال الإسرائيلي وارتكابه للجرائم ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الاعتداءات على لبنان وإيران وسوريا وقطر، معتبرة أن هذه الأفعال تعيق مسيرة السلام العالمي. ومن جانب آخر، رفضت المجموعة الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على إيران، مع تأكيد حق إيران في الدفاع عن نفسها كما هو مضمون في ميثاق الأمم المتحدة.
علاوة على ذلك، عبّر المندوب عن تضامن كامل مع باكستان ضد الضربات الهندية في جامو وكشمير، محرزًا على دعم حق الشعب الكشميري في تقرير مصيره بناءً على قرارات مجلس الأمن. هذا التضامن يعكس التزام المجموعة بحقوق الشعوب في الحرية والاستقلال، كجزء من جهودها الشاملة لتعزيز الأمن الدولي. في الجانب الإيجابي، أشاد البيان بدور مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNCCT) في تعزيز التعاون بين الدول، مع الدعوة إلى تفعيل إستراتيجية الأمم المتحدة للتصدي لظواهر مثل الإسلاموفوبيا والعنصرية، التي تعمل على تفاقم التوترات العالمية. كما دعا إلى استكمال الاتفاقية الشاملة لمكافحة الإرهاب (CCIT)، مع التركيز على التمييز بين الإرهاب والنضال المشروع، ودعم عقد مؤتمر أممي رفيع المستوى لمناقشة القضايا القانونية وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. هذه الدعوات تأتي ضمن رؤية شاملة تهدف إلى بناء عالم أكثر أمانًا واستقرارًا، حيث يلعب التعاون الدولي دورًا حاسمًا في مواجهة التحديات المشتركة.
محاربة الإرهاب: استراتيجيات دولية لتعزيز السلام
في ختام البيان، أكد الدكتور الواصل أن مجموعة التعاون الإسلامي ملتزمة بتعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب من خلال التركيز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. هذا يشمل دعم المبادرات التي تعالج الجذور الاجتماعية للإرهاب، مثل تعزيز التعليم والتنمية الاقتصادية في المناطق المتضررة، بالإضافة إلى بناء شراكات قوية بين الدول لمشاركة المعلومات والموارد. على سبيل المثال، شدد على أهمية تعزيز آليات الأمم المتحدة للوقاية من التطرف، مع التركيز على دور الشباب والمجتمعات المحلية في هذه العملية. كما دعا إلى زيادة الاستثمار في البرامج التي تعمل على مكافحة التمييز العنصري، خاصة في ظل انتشار الإسلاموفوبيا التي تستغل الإرهاب لتشويه صورة الإسلام. في الختام، يمثل هذا البيان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي، حيث يؤكد المجموعة على أن السلام العالمي يتطلب تضافر الجهود لمعالجة الجوانب المتعددة للإرهاب، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا وعدالة لجميع الشعوب. هذه الرؤية الشاملة تبرز دور منظمة التعاون الإسلامي كشريك فعال في الساحة الدولية، مع الالتزام بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
تعليقات