وصل الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، إلى المنامة اليوم الثلاثاء، لترؤس اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي البحريني، في خطوة تعزز الروابط الثنائية بين البلدين. كان الاستقبال حارًا في مطار البحرين الدولي، حيث التقاه وزير خارجية البحرين، عبداللطيف الزياني، وسفير السعودية لدى البحرين، نايف بن بندر السديري. هذا الزيارة تأتي في سياق جهود مستمرة لتعميق الشراكة الإقليمية، مع التركيز على القضايا الاقتصادية والأمنية والثقافية المشتركة.
التعاون السعودي البحريني يعزز الروابط الإقليمية
في السياق نفسه، يعكس اجتماع مجلس التنسيق السعودي البحريني الجهود المشتركة بين الجانبين، حيث عقد اجتماعه الثالث في الرياض في 7 فبراير 2024، برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ووزير البحرين. حضر الاجتماع عدد من رؤساء اللجان الفرعية، وتم خلاله توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات واسعة تشمل الطاقة، الاقتصاد، المالية، الأسواق المالية، القانونية، الثقافة، التعليم، التنمية الإدارية، الصحة، والإعلام مثل التلفزيون والإذاعة والأخبار. كما تم الإعلان عن افتتاح أول مكتب للشركة السعودية البحرينية، التي أسست في نوفمبر 2022، بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة ممتلكات البحرين القابضة، باستثمار يصل إلى 5 مليارات دولار. هذه الخطوات تبرز التزام البلدين بتعزيز التبادل الاقتصادي والاستثماري، مما يدعم نمو الاقتصادين ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت الزيارة أنشطة أخرى تسلط الضوء على الجانب الأمني والقانوني، حيث التقى رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية، مازن بن إبراهيم الكهموس، بنظيره في البحرين، النائب العام علي بن فضل البوعينين. خلال اللقاء، الذي عقد يوم أمس الاثنين، تم مناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات حماية النزاهة ومكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود، بالإضافة إلى قضايا أخرى مشتركة. أكد الجانبان أهمية التنسيق المستمر بين المملكتين في المنابر الإقليمية والدولية، خاصة في دعم سيادة القانون ومحاربة الفساد، مع التأكيد على مواصلة العمل المشترك لتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات. كما تم التركيز على تطوير التعاون المستقبلي في مجالات التدريب وبناء القدرات، لتعزيز الكفاءة في جهود مكافحة الفساد على المستويين الوطني والإقليمي.
يأتي هذا اللقاء على هامش الاجتماع العام السنوي الأول للشبكة الإقليمية لاسترداد الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا – أرين)، الذي من المقرر أن يعقد في 8-9 أكتوبر 2025، في محافظة جدة. هذه التطورات تشكل جزءًا من استراتيجية شاملة لتعميق التعاون بين السعودية والبحرين، مما يعزز استقرار المنطقة ويساهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة. في الختام، يظهر هذا التعاون كقدوة للدول الشقيقة في تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة وضمان حماية المصالح المشتركة في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
الشراكة الإقليمية بين السعودية والبحرين
تستمر الشراكة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في التطور، حيث تركز على مجالات متعددة تعزز الاستقرار والنمو. على سبيل المثال، الاتفاقيات الموقعة حديثًا في مجال الطاقة تعزز تبادل الخبرات والموارد، مما يساهم في تحقيق الاستقلال الطاقي ودعم الاقتصادات المتنوعة. كما أن التعاون في مجالات التعليم والثقافة يعزز التبادل الثقافي، مما يقوي الروابط الاجتماعية بين الشعبين. من ناحية أخرى، الجهود في مكافحة الفساد تعكس التزامًا مشتركًا بتعزيز قيم النزاهة والشفافية، مما يجعل هذه الشراكة نموذجًا للتعاون الإقليمي. وفي الختام، تُعد هذه الجهود خطوات عملية نحو بناء مستقبل مشترك أكثر أمانًا وازدهارًا.
تعليقات