في عام 1972، كان يوم 7 أكتوبر نقطة تحول في تاريخ النادي الأهلي، حيث شهدت مباراة الفريق الأولى في دوري الموسم أمام الطيران بداية مليئة بالوعود. حقق الأهلي فوزًا مريحًا بنتيجة 3-0، مع تسجيل عادل الجمال هدفًا في الشوط الأول، وإضافة محمود عبد الحي هدفين في الشوط الثاني. كان ذلك الظهور أيضًا فرصة لإبراز مواهب شابة مثل صفوت عبد الحليم، الذي ظهر لأول مرة مع الفريق، إلى جانب وحيد كامل وعادل عزيز، معلنًا عن جيل جديد من اللاعبين الواعدين الذين ساهموا في تعزيز مكانة النادي الأحمر.
الظهور الأول لصفوت عبد الحليم في الأهلي
صفوت عبد الحليم، الذي وُلد في حي الشرابية بالقاهرة عام 1951، انضم إلى صفوف الأهلي وهو في سن الحادية والعشرين، ليصبح رمزًا للفريق خلال السبعينيات. لقبته الجماهير بـ”المايسترو الصغير” بفضل مهاراته الفائقة في التمرير والصناعة، مما جعله يشبه أساطير مثل صالح سليم. على مدار 11 عامًا مع الأهلي، لعب صفوت كلاعب وسط بأسلوب يجمع بين الهدوء والإبداع، ساهم في الفوز بـ8 ألقاب لدوري مصر الممتاز و3 ألقاب بكأس مصر، ليصبح أحد أبرز رموز النادي. كان يُعرف بأخلاقه العالية، على الرغم من خلافاته مع المدير الفني المجري هيديكوتي، الذي طالبه بأساليب غير متناسبة مع موهبته، مثل تسديد ركلات الجزاء بقوة بدلاً من المهارة التي كان يفضلها. رفض صفوت تنفيذ ذلك، وقرر عدم تولي ركلات الجزاء بعد تلك الأزمة، كما رفض اللاعبون قرار سحب شارة القيادة منه لصالح محمود الخطيب، مما عزز احترامه بين زملائه.
بالإضافة إلى ذلك، كان صفوت نموذجًا للهدوء داخل الملعب، حيث لم يعترض على قرارات الحكام إلا مرة واحدة في مباراة أمام الاتحاد، عندما اعترض على هدف محتسب بسبب لمسة يد واضحة، مما أدى إلى تلقيه بطاقة صفراء، وهي الوحيدة في مسيرته الطويلة. رغم ذلك، حصل على مكافأة مالية قدرها 50 جنيهًا تقديرًا لموقفه وأدائه المتميز. لم يخسر صفوت أي مباراة رسمية أمام الزمالك على مدار مسيرته، حيث سجل 7 أهداف مع الفريق، بما في ذلك هدف واحد ضد الزمالك نفسه، بالإضافة إلى أهداف أمام دمياط والمصري والبلاستيك والترسانة والمنصورة. كان تألقه الدائم عاملاً رئيسياً في تعزيز شعبية الأهلي، حيث جسد قيم الرياضة بأكملها من خلال أدائه الاحترافي والأخلاقي.
رمز النادي الأحمر في السبعينيات
مع مرور السنوات، أصبح صفوت عبد الحليم أيقونة حقيقية للكرة المصرية، حيث لعب دورًا حاسمًا في أمجاد “القلعة الحمراء” خلال الجيل الذهبي. نشأ في أجواء حارة الشارع، لكنه سرعان ما تحول إلى لاعب محترف أثرى الفريق بإبداعاته. في عام 1982، اضطر للاعتزال في سن الـ31 بسبب إصابة، وقام بمباراة ودية ضخمة شارك فيها 47 نجمًا من الكرة المصرية، لتكون احتفاءً بمسيرته الزاهية. رحل صفوت عن عالمنا في 1 أكتوبر 2018، عن عمر يناهز 67 عامًا، بعد حريق أدى إلى وفاته، لكن تراثه يظل حيًا في تاريخ النادي الأهلي كرمز للولاء والإبداع. مساهماته لم تقتصر على الانتصارات فقط، بل شملت تعزيز القيم الرياضية، مما جعل الجماهير تتذكره كأحد أعظم لاعبي الوسط في التاريخ المصري. إرثه يستمر في إلهام الأجيال الجديدة، حيث يُعتبر نموذجًا للاعب يجمع بين الموهبة والأخلاق، مضيفًا صفحات ذهبية إلى سجل النادي الأحمر.

تعليقات