في مثل هذا اليوم من العام 1949، كان يوماً تاريخياً في عالم كرة القدم المصرية، حيث سطع نجم السيد حسين عطية، المعروف بـ”توتو”، كأحد أبرز نجوم الأهلي الأساطير. هذا الحدث يذكّرنا بأهمية الدوري المصري كمنصة للإنجازات الكروية التي تشكل جزءاً من تراثنا الرياضي.
توتو يسجل أول سوبر هاتريك في تاريخ الدوري المصري
في السابع من أكتوبر عام 1949، سطع نجم السيد حسين عطية “توتو” في سماء كرة القدم المصرية بإنجاز فريد، حيث سجل أول سوبر هاتريك في تاريخ الدوري المصري. كان الأهلي، بصفته حامل اللقب وصاحب اللقب الأول في الموسم 1948-1949، يبدأ النسخة الثانية من البطولة في استاد الأهلي بالجزيرة. واجه الفريق ضيفه، الأوليمبي السكندري، وتمكن من تحقيق فوز كبير بهدفين كاملي الخماسية. بدأت المباراة بسرعة هائلة، إذ سجل محمود داوود “منص” الهدف الأول بعد دقيقتين فقط. لكن البراعة الحقيقية جاءت مع “توتو”، الذي أضاف أربعة أهداف متتالية في شباك الحارس حمودة، مما جعله يحقق هذا الإنجاز التاريخي. كان ذلك في غياب بعض النجوم الكبار مثل أحمد مكاوي ومحمد أبو حباجة، لكن تألق محمد الجندي، الذي عاد حديثاً من صفوف الزمالك، ساهم في تعزيز أداء الفريق. هذا الفوز لم يكن مجرد نتيجة، بل كان رمزاً لسيطرة الأهلي في تلك الحقبة، حيث كان الفريق قد حقق اللقب الأول في تاريخ الدوري في الموسم السابق.
يُذكر أن الدوري المصري، الذي بدأ في عام 1948، شهد العديد من اللحظات التاريخية الأخرى. على سبيل المثال، كان الزمالك أول فريق يحقق فوزاً في تاريخ البطولة، حين سحق المصري بخماسية نظيفة في المباراة الافتتاحية للموسم الأول. كما أن محمد أمين، لاعباً في الزمالك، كان صاحباً الأول هدف في تاريخ الدوري أثناء ذلك اللقاء نفسه. أما عن الهاتريك، فكان محمد سعد رستم أول من يسجله، حين أحرز ثلاثية للزمالك ضد المصري في تلك المباراة الأولى. هذه الإنجازات تجسد كيف كان الدوري المصري ينمو كمنافسة قوية منذ البداية.
الإنجازات التاريخية في الدوري المصري
مع مرور السنوات، استمر الدوري المصري في إنتاج المزيد من اللحظات التي تكتب التاريخ. على سبيل المثال، شهد الموسم الأول تعادلاً أولياً بين الترسانة والإسماعيلي في الجولة الرابعة من عام 1948-1949، مما أكد تنوع المنافسة. كما أصبح الترام أول فريق يهبط من الدوري الممتاز بعد دورة تحديدي. في جانب التميز الفردي، كان السيد الضظوي أول هداف رسمي للبطولة، حيث سجل 15 هدфа بقميص المصري في موسم 1948-1949. أما القمم، فقد حسمها الزمالك أول مرة ضد الأهلي بهدف نظيف في الـ1 من أبريل عام 1949، مما أضاف إلى المنافسة الشرسة بين الفريقين. بالإضافة إلى ذلك، حقق الأوليمبي أول “كلين شيت” في التاريخ بعد فوزه على الترسانة بهدف واحد نظيف، معلناً عن دفاع قوي ساهم في تطور اللعبة.
يُعتبر الدوري المصري نموذجاً للإبداع الرياضي في المنطقة العربية، حيث جمع بين المنافسة القوية والإنجازات الفردية. إنجاز “توتو” لم يكن مجرد هدافاً، بل كان دليلاً على المهارة والتفاني الذي يميز لاعبي كرة القدم المصرية. مع مرور الزمن، يظل هذا الدوري مصدر إلهام للجيل الجديد، حيث يوفر فرصاً للاعبين ليخلدوا أسماءهم في التاريخ، كما فعل النجوم السابقون. النظر إلى هذه اللحظات يذكرنا بأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي جزء من الهوية الثقافية والاجتماعية، حيث تتجلى فيها قصص الإصرار والعظمة. بالتالي، يستمر الدوري المصري في جذب الجماهير وصنع الذكريات، مما يجعله أحد أبرز الدوريات في العالم العربي.

تعليقات