في مثل هذا اليوم، يعود بنا التاريخ إلى إحدى اللحظات الذهبية في تاريخ كرة القدم المصرية، حيث سطع نجم نادي الأهلي بهزيمة اتحاد طرابلس الليبي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا. كانت تلك المباراة في 7 أكتوبر 2007، حيث حقق الأهلي فوزًا بسيطًا بهدف واحد دون رد، مما ضمن تأهله للنهائي للمرة الثالثة على التوالي. الهدف الحاسم جاء في الدقيقة 22، عندما تحول كرة من عماد متعب إلى هدف ذاتي على يد مدافع الفريق الليبي أسامة الحمادي، أمام عيون الجمهور الكثيف في استاد القاهرة. كان الحكم الغاني أليكس كوتي يدير المباراة، التي شكلت خطوة حاسمة بعد التعادل السلبي في الذهاب. هذا الإنجاز لم يكن مجرد فوز عادي، بل كان تتويجًا لجهود الفريق بقيادة المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه، الذي أسند المهمة لتشكيلة قوية شملت عصام الحضري في المرمى، وعناصر دفاعية وهجومية مثل عماد النحاس، شادي محمد عبدالفتاح، محمد بركات، حسام عاشور، أنيس بوجلبان، جلبرتو، محمد أبوتريكة، عماد متعب، وأمادو فلافيو. هذا الفوز لم يعكس فقط قوة الأهلي في ذلك الزمان، بل أكد على إرثه الرياضي الغني عبر العقود.
تأهل الأهلي لنهائي أفريقيا
يظل تأهل الأهلي لنهائي دوري أبطال أفريقيا في 2007 حدثًا تاريخيًا يجسد التفوق الرياضي للنادي المصري. لم يكن هذا التأهل مجرد خطوة نحو البطولة، بل كان جزءًا من سلسلة انتصارات أدت إلى تعزيز مكانة النادي كقوة رئيسية في القارة. الفريق، الذي كان يعاني من ضغوط المنافسة، استطاع السيطرة على المباراة بأسلوب تكتيكي مميز، حيث ساهمت الإدارة الذكية لجوزيه في استغلال أخطاء الخصم. هذا النصر أعطى الأهلي دفعة معنوية كبيرة، مما ساهم في فوزه بألقاب عديدة لاحقًا، وأكد على أهمية الاستمرارية في الأداء عبر المواسم. وبفضل هذه النتيجة، التقى الأهلي مع النجم الساحلي في النهائي، مما عزز سمعته كمنافس قوي في البطولات الأفريقية.
وصول النادي الأحمر للقمم القارية
منذ تأسيسه، كان نادي الأهلي يسعى لتحقيق التميز على المستويات المحلية والقارية، وهو ما انعكس في سجله الثري بالألقاب. في السياق الأفريقي، توج النادي بـ12 لقبًا بدوري أبطال أفريقيا في السنوات 1982، 1987، 2001، 2005، 2006، 2008، 2012، 2013، 2020، 2021، 2023، و2024، مما يؤكد استمراريته كقوة لا تتوقف. بالإضافة إلى ذلك، حقق الأهلي لقب كأس الكؤوس الأفريقية أربع مرات في الأعوام 1984، 1985، 1986، و1993، فضلًا عن فوزه بالكونفدرالية مرة واحدة في 2014، والسوبر الأفريقي ثماني مرات في 2002، 2006، 2007، 2009، 2013، 2014، 2020، و2021. كما حقق لقب كأس الأفرو آسيوية في 1998، ليصل إجمالي الألقاب القارية إلى 26 حتى الآن. على المستوى المحلي، يتمتع الأهلي بإرث غني يشمل 45 بطولة دوري عام، 39 لقبًا بكأس مصر، 15 سوبر محليًا، 7 ألقاب ببطولة السلطان حسين، 16 لقبًا بدوري منطقة القاهرة، بالإضافة إلى لقب واحد لكأس الجمهورية العربية المتحدة ولقب آخر لكأس الاتحاد المصري. عربيًا، فاز النادي بلقب البطولة العربية لأبطال الدوري مرة واحدة، وبلقب البطولة العربية لأبطال الكؤوس مرة أخرى، وبتوأم لقبي كأس النخبة العربية، بالإضافة إلى لقب كأس أفريقيا وأسيا والمحيط الهادئ. حتى على الساحة العالمية، حقق الأهلي أربع ميداليات برونزية في بطولة كأس العالم للأندية، مما يعكس قدرته على المنافسة عالميًا. هذه الإنجازات لم تقتصر على الفوز بالبطولات فحسب، بل ساهمت في بناء هوية قوية للنادي كرمز للرياضة المصرية، حيث يستمر في جذب الأجيال الشابة وتعزيز الروح الجماهيرية. بفضل هذه السلسلة من النجاحات، يبقى الأهلي مصدر إلهام، محافظًا على مكانته كأحد أعظم الأندية في تاريخ الكرة العالمية.
تعليقات