كشفت وثائق محاكمة حديثة تفاصيل صادمة لوفاة رجل معاق داخل سجن وايندوت بولاية كانساس، حيث جثم أحد حراس السجن بركبته على ظهره لأكثر من دقيقة رغم كونه مكبلاً وملقىً على وجهه. كان المتوفى، تشارلز أدير البالغ من العمر 53 عاماً، يعاني من إعاقة تمنعه من الحركة دون كرسي متحرك، بالإضافة إلى أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وفقدان وظائف الكبد بسبب إدمان الكحول. اعتقل أدير في الرابع من يوليو بسبب مخالفات مرورية بسيطة، ثم نقل إلى المستشفى لعلاج إصابة في ساقه قبل نقله إلى السجن بعد تأكيد استقرار حالته.
وفاة السجين المعاق
في مساء الخامس من يوليو، تعرض أدير لمواجهة مع أحد الحراس أثناء إعادته إلى زنزانته بعد تغيير ضمادة جرحه. انتهت المواجهة بشرائه أرضاً وكبله، ثم وضعه على سريره في وضعية الوجه للأسفل. وفقاً للإفادات، جلس الحارس ريتشارد فاذرلي بركبته على ظهر أدير لمدة دقيقة و26 ثانية بينما آخرون يثبتون أطرافه، رغم استسلامه وطلب مساعدة. شهود أكدوا أن الضغط زاد بعد أن فقد الوعي، مما أدى إلى توقفه عن الحركة. بعد مغادرة الحارس، ترك أدير ملقىً بلا حراك حتى أعلنت وفاته بعد 40 دقيقة تقريباً.
القتل في زنزانة السجن
حدد تقرير الطب الشرعي سبب الوفاة بـ”اختناق ميكانيكي معقد” ناتج عن الضغط البدني، مع تصنيفها كـ”جريمة قتل”. أبرز التقرير أن حالة أدير الصحية المتدهورة ساهمت في الحادث، لكنها لم تكن السبب الرئيسي. في هذا السياق، طالبت عائلة الضحية بالعدالة، حيث أكد محاميها بن كرامب أن أدير لم يشكل أي تهديد وقت وفاته، ووصف الحادثة بأنها استخدام مفرط وقاتل للقوة، مطالبًا بكشف تسجيلات الفيديو من الزنزانة. من جانب آخر، دافع محامي الحارس فاذرلي، جيمس سبايس، عن موكله بزعم أن الوفاة كانت عرضية بسبب تدهور الصحة، رغم توجيه تهمة القتل من الدرجة الثانية، ولم يتم اعتقاله حتى الآن، مع توقع مثوله أمام المحكمة في نوفمبر.
يتصاعد الغضب الشعبي والحقوقي في كانساس ومناطق أمريكية أخرى تجاه هذه الحادثة، مع دعوات لمحاسبة المسؤولين وفتح تحقيق شامل في تعامل السجون مع ذوي الإعاقة والمرضى المزمنين. هذا الحادث يعكس مخاوف واسعة حول استخدام القوة المفرطة داخل المؤسسات التصحيحية، حيث أدى إلى فقدان حياة شخص كان يمكن التعامل معه بطريقة أكثر إنسانية. على سبيل المثال، يُذكر أن أدير، رغم تاريخه الصحي المعقد، كان قد تم اعتقاله بسبب قضية بسيطة، مما يثير أسئلة عن الإجراءات الوقائية في السجون. الآن، يركز التركيز على ضرورة إصلاحات سريعة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، مع التأكيد على أهمية تدريب الحراس على التعامل مع السجناء ذوي الحالات الخاصة. في النهاية، يمثل هذا القضية دعوة للتغيير الشامل في نظم السجون الأمريكية لضمان حماية حقوق الجميع، بغض النظر عن حالتهم الصحية.
تعليقات