أعلن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، محمد الخلايلة، عن توقعات بارتفاع تكاليف موسم الحج المقبل بسبب قرار السعودية بمنع دخول الحافلات الأردنية إلى أراضيها، مما يستلزم استخدام حافلات سعودية لنقل الحجاج داخل المملكة. هذا التغيير، وفقاً للوزير، سيضيف عبئاً مالياً إضافياً على الحاج الأردني، مع زيادة سنوية في التكاليف الناتجة عن عوامل مثل التأمين الصحي، وأسعار الخدمات، ورسوم الهدي. ومع ذلك، أكد الوزير التزام وزارته بتقديم خدمات متميزة تسهل على الحجاج أداء مناسكهم، مع الالتزام بالمعايير الصحية الصارمة التي تشمل حظر مشاركة أصحاب بعض الأمراض.
تصريحات وزير الأوقاف حول تحديات الحج
أوضح الخلايلة أن وزارة الأوقاف تعمل على تطوير الخدمات للحجاج باستمرار، حيث شهد الموسم الماضي تحسينات في السكن، وجبات الطعام، ومواقع المخيمات في عرفات ومنى، مما يعكس الجهود المبذولة لضمان راحة الحجاج. كما أكد أن التسجيل للحج العام 2026 بدأ مبكراً، مع تخطيط يمتد لعام كامل، وأن الأسعار تظل من الأقل عالمياً رغم الزيادات، حيث تقتصر حصة الوزارة على 80 ديناراً فقط للخدمات الإدارية، مع دعم إضافي يصل إلى 350 ألف دينار في بعض السنوات. وفي هذا السياق، شدد الوزير على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب منظومة متكاملة تجمع بين الخبرة المتراكمة والكوادر المميزة، مما أدى إلى حصول البعثة الأردنية على جائزة “لبيتم” دولياً في السنوات الأخيرة.
جهود الوزير في رعاية المقدسات
فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، أكد الخلايلة أن الوصاية الهاشمية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني تضمن الحفاظ على الهوية الإسلامية للأقصى وقبة الصخرة، رغم الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة مثل الاقتحامات اليومية. الوزارة تتابع الأحداث داخل المسجد على مدار 24 ساعة، وتقوم بمشاريع مستمرة تشمل إضاءة المسجد، فرش السجاد، ترميم قبة الصخرة بتبرع ملكي، وتحديث نظام الصوتيات، بالإضافة إلى دعم أكثر من 800 موظف بميزانية سنوية تزيد عن 17 مليون دينار. هذه الجهود تعكس التزاماً دينياً وإنسانياً لمواجهة التحديات، مع الدفاع السياسي والمعنوي عن حقوق المسلمين.
أما بخصوص الخطابة في المساجد، فأعرب الوزير عن رضاه عن الوضع الحالي، مشدداً على أن المنبر يجب أن يظل محترماً بعيداً عن الأغراض الحزبية أو الشخصية. خطب الجمعة تُعد وفق برنامج علمي يغطي قضايا متنوعة مثل مكافحة المخدرات، تعزيز القيم الأخلاقية، والتطرق للأحداث الطارئة مثل الأزمة في غزة، مع منح الخطباء مساحة للابتكار دون تقييد. وفي مواجهة التطرف بين الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أكد الوزير أن الحل يتطلب منظومة شاملة، مع دور كبير للمساجد في توعية الشباب. في الختام، تشكل هذه الجهود جزءاً من رؤية وزارة الأوقاف لتعزيز الخدمات الدينية والاجتماعية، مع الاستمرار في تحقيق التوازن بين التحديات والالتزامات، مما يعكس دوراً إيجابياً في خدمة المجتمع الأردني.

تعليقات