Dubai: A Global Beacon for Empowering People with Determination

هدفنا: جعل دبي نموذجاً عالمياً في دمج وتمكين أصحاب الهمم

في عالم يسعى لتحقيق المساواة والشمول، يبرز دور دبي كقائد إقليمي ودولي في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يُعرفون في الإمارات بالـ”أصحاب الهمم”. يمثل هذا التعبير الإيجابي فلسفة حكومة دبي، التي ترى في هؤلاء الأفراد مصدر إلهام وقوة، لا عبئًا. هدفنا الرئيسي، كما حددته حكومة دبي وقيادتها التنويرية، هو جعل الإمارة نموذجاً عالمياً في دمج وتمكين أصحاب الهمم، من خلال بناء مجتمع يتيح لهم المشاركة الكاملة في كل جوانب الحياة. هذا الهدف ليس مجرد شعار، بل خطة عملية واضحة تهدف إلى تحقيق تقدم مستدام وتأثير عالمي.

أهمية دمج وتمكين أصحاب الهمم

يُعرف أصحاب الهمم بأنهم الأفراد ذوو الإعاقة الجسدية أو الحسية أو العقلية، الذين يواجهون تحديات يومية في الوصول إلى الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية. وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يُشكلون أكثر من 15% من سكان العالم، وغالبًا ما يتعرضون للإقصاء الاجتماعي والاقتصادي. في دبي، نرى أن تمكينهم ليس مسألة إنسانية فحسب، بل ضرورة اقتصادية واجتماعية. فبدمجهم في سوق العمل والتعليم، يمكننا تعزيز الإنتاجية والابتكار، وخلق مجتمع أكثر تنوعًا ومرونة. هذا النهج يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أكد دائمًا على أن “الشراكة مع أصحاب الهمم هي استثمار في مستقبل الأمة”.

جهود دبي في دمج وتمكين أصحاب الهمم

قامت حكومة دبي بتفعيل العديد من المبادرات الرائدة لتحقيق هذا الهدف. منذ إطلاق استراتيجية “دبي لجميع”، التي تهدف إلى جعل الإمارة مدينة شاملة، شهدت دبي تطوراً كبيراً في البنية التحتية والتشريعات. على سبيل المثال، تم تعديل القوانين لضمان توفير الوصول السهل في المباني العامة، مثل محطات المترو ومطار دبي الدولي، حيث تم تجهيزها بمصاعد ومنصات للكراسي المتحركة. كما أن وزارة التعليم في دبي عملت على دمج طلاب أصحاب الهمم في المدارس العامة، من خلال برامج تدريبية متخصصة ومعلمين مدربين.

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت دبي العديد من البرامج الاقتصادية لتمكينهم، مثل مبادرة “دبي للتوظيف”، التي تهدف إلى توفير فرص عمل مناسبة لأصحاب الهمم في قطاعات متنوعة مثل التكنولوجيا والسياحة. هذه الجهود مدعومة بتقنيات حديثة، مثل تطبيقات الهواتف الذكية التي تساعد على التنقل الآمن، وبرامج التدريب المهني التي تعزز مهاراتهم. كما يلعب قطاع الرياضة دوراً بارزاً، حيث أقامت دبي مهرجانات رياضية دولية لأصحاب الهمم، مثل بطولة العالم للبارالمبية، مما يعزز من ثقتهم ويفتح أبواب المنافسة العالمية.

الأمثلة الناجحة وعائدها العالمي

يمكن الاستشهاد بأمثلة حقيقية تبرز نجاح دبي في هذا المجال. على سبيل المثال، برنامج “People of Determination” الذي أطلقته حكومة الإمارات، ساهم في تقليل معدلات البطالة بين أصحاب الهمم بنسبة كبيرة، حيث بلغت نسبة التوظيف في بعض القطاعات أكثر من 50%. كما أن مشاركة دبي في مؤتمرات دولية، مثل منتدى الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، جعلتها مصدر إلهام للدول الأخرى. هذه الجهود ليس لها تأثير محلي فقط، بل تعزز سمعة دبي كمنارة للابتكار الاجتماعي، مما يجذب الاستثمارات الأجنبية ويعزز السياحة المستدامة.

في السياق العالمي، يُعتبر تحقيق دبي لهذا الهدف خطوة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خاصة الهدف 10 الذي يركز على تقليل التفاوتات. فبإظهار كيف يمكن دمج أصحاب الهمم في النسيج الاقتصادي، تُصبح دبي نموذجاً يُحتذى به في أوروبا وأمريكا وأفريقيا.

مستقبل مشرق نحو النموذج العالمي

في الختام، يبقى هدفنا أن تصبح دبي نموذجاً عالمياً في دمج وتمكين أصحاب الهمم رؤية واضحة وممكنة التحقيق. نحن نسير بخطى ثابتة نحو مستقبل يضمن لكل فرد فرصة عادلة، حيث يصبح التمكين حجر أساس لمجتمع مزدهر. دعونا نستمر في دعم هذه الجهود، سواء كان من خلال التشريعات أو الشراكات الخاصة، لنحول دبي إلى عاصمة عالمية للشمول. فبإرادة قوية وتعاون مشترك، يمكننا أن نكون الرواد في عالم أكثر عدلاً وإنصافاً.