الشرمي: نهاية حصار غزة تفضح ذرائع الحوثيين وتؤكد ضرورة السلام العاجل في اليمن.

وأكد وكيل وزارة الإعلام أسامة الشرمي أن نهاية الحصار على قطاع غزة أصبحت حقيقة بعد موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. هذا التحول يُعد خطوة حاسمة نحو وقف فوري لإطلاق النار، مما يمنح أملًا كبيرًا لسكان غزة الذين يعانون من سنوات من التوتر والحرمان. الشرمي رحب بهذا التطور، معتبرًا إياه بداية لسلام مستدام، ودعا إلى حل عادل للقضية الفلسطينية من خلال إعلان دولة فلسطينية موحدة تشمل جميع الفلسطينيين، مما يعزز من فرص التسوية السلمية في المنطقة.

السلام في غزة وتطلعات اليمن

في سياق حديثه عبر تسجيل مصور على صفحته في فيسبوك، شدد الشرمي على أهمية هذا السلام المنشود في غزة، الذي يمكن أن يلهم تعزيز الجهود الدولية للسلام في مناطق أخرى تعاني من الصراعات. ومع ذلك، فإن اليمن يواجه مأساة مستمرة بسبب سيطرة الجماعة الحوثية، التي تفرض حصارًا خانقًا على الشعب اليمني وتمنع الحكومة الشرعية من الوصول إلى موارد البلاد مثل تصدير النفط. هذا الأمر يعيق دفع الرواتب للمواطنين ويمنعهم من بناء دولتهم الخاصة، مما يفاقم من معاناة السكان اليومية. الشرمي تساءل بحرقة: “متى ستنتهي هذه المأساة؟”، مشيرًا إلى أن الوضع في اليمن يعكس نمطًا متكررًا من التدخلات الخارجية، خاصة من قبل الجهات الإيرانية التي تستخدم أدواتها لتعزيز أجنداتها في المنطقة.

وفي تحليل أعمق، أشار الشرمي إلى أن الأساليب المستخدمة في اليمن تشبه تلك التي رأيناها في حالات أخرى، حيث تتكرر محاولات السيطرة والتخريب. هو شكك في قدرة جماعة الحوثي في صنعاء على تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني، خاصة إذا ما ابتعدت عن المخططات الإيرانية. ومع ذلك، أكد أن اليمن الآن في حاجة ماسة إلى حالة سلام عاجلة، حيث تلاشت الذرائع التي كانت الحوثيون يستخدمونها لتبرير استمرار القتال، مثل الادعاء بدعم غزة. لم يعد هناك أي دعم مباشر يمكن أن يبرر أفعالهم، مما يجعل الفرصة سانحة لإنهاء الصراع.

البحث عن الاستقرار في اليمن

بعد هذا التحليل، دعا الشرمي المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمعالجة الوضع في اليمن، سواء من خلال عملية عسكرية واسعة النطاق لمواجهة التهديدات الناجمة عن الحوثيين والتدخلات الإيرانية، أو من خلال فرض مسؤولية كاملة على الجماعة الحوثية للالتزام بالقرارات الدولية، ولا سيما قرار مجلس الأمن 2216. هذا القرار يمثل أساسًا لإنهاء النزاع واستعادة السلام والأمن في اليمن، حيث يتطلب سحب القوات الحوثية وإعادة السلطة إلى الحكومة الشرعية. في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل في أن يؤدي السلام الذي بدأ في غزة إلى إلهام حلول مشابهة في اليمن، مما يعيد للشعب اليمني حقه في حياة مستقرة ومزدهرة.

إن تحقيق السلام في المنطقة يتطلب تضافر الجهود الجماعية، فالشرمي أبرز كيف أن نهاية الحصار في غزة يمكن أن تكون نموذجًا للآخرين. في اليمن، يواجه الشعب تحديات اقتصادية وسياسية عميقة، بما في ذلك انقطاع الخدمات الأساسية والحروب الداخلية التي خلقت جيلًا من المتضررين. الشرمي، من خلال كلماته، دعا إلى تغيير حقيقي يتجاوز الوعود السطحية، مؤكدًا أن الالتزام بالقانون الدولي هو الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة. مع تزايد الضغوط الدولية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اتفاقيات سلام تعيد الأمل للجميع، سواء في غزة أو اليمن. وفي النهاية، يظل السؤال المحوري هو كيف يمكن للدول المعنية التعاون لبناء مستقبل أفضل، حيث يعاني المدنيون من آثار الصراعات الطويلة، ويتطلعون إلى يوم ينتهي فيه العنف ويبدأ عصر السلام الحقيقي.