خالد العناني.. أول عربي يتولى رئاسة اليونسكو.. من هو هذا القائد الثقافي البارز؟

خالد العناني يمثل نقطة تحول تاريخية في تاريخ منظمة اليونسكو، حيث أصبح أول عربي يتولى قيادتها منذ تأسيسها عام 1945. هذا الإنجاز يأتي بعد فوزه الساحق في الانتخابات، حيث حصل على 55 صوتاً من إجمالي 58 في جلسة المجلس التنفيذي، مقابل صوتين فقط لمنافسه فيرمان ماتاكو من الكونغو. هذا النتيجة تعكس الثقة الدولية في خبرة العناني ودوره في تعزيز الثقافة والتراث، مما يفتح أبواباً جديدة للدبلوماسية المصرية والعربية على الساحة الدولية. ومن المتوقع أن يتم اعتماد تعيينه رسمياً خلال المؤتمر العام المقبل في سمرقند، أوزبكستان، ليبدأ مهامه في الفترة من 2025 إلى 2029، محاولاً دمج الجهود الدولية للنهوض بالتعليم والثقافة في العالم.

خالد العناني: أول عربي يتولى قيادة اليونسكو

يُعد فوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لحظة فارقة في تاريخ المنظمة، حيث يصبح بذلك أول مواطن عربي يتقلد هذا المنصب منذ إنشائها عام 1945. العناني، الذي يحمل خبرة واسعة في مجالات الثقافة والتراث، حصل على دعم قوي من أعضاء المجلس التنفيذي، محققاً فوزاً غير مسبوق يعزز من مكانة مصر كمركز حضاري عالمي. في سياق هذا الفوز، يبرز مسار العناني المهني كعامل رئيسي في هذا النجاح، فقد بدأ حياته المهنية كأكاديمي في جامعة حلوان بالقاهرة، حيث درس السياحة والإرشاد السياحي قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول فاليري مونبلييه الفرنسية. خلال مسيرته، عمل أستاذاً زائراً في جامعات أوروبية متعددة، مما ساهم في توسيع معرفته العالمية، ثم انتقل إلى العمل الحكومي عام 2016 عندما تولى وزارة الآثار، ولاحقاً دمجها مع وزارة السياحة في عام 2019، مما جعله أول مسؤول يجمع بين هذين المنصبين منذ عقود. تحت قيادته، شهدت مصر تقدماً كبيراً في المجال الثقافي، مثل تطوير المتحف المصري الكبير وإفتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، بالإضافة إلى تنظيم حدث عالمي بارز مثل موكب المومياوات الملكية، الذي لفت أنظار العالم إلى تراث مصر القديم. هذه الإنجازات لم تكن مجرد مشاريع محلية، بل ساهمت في تعزيز الحوار الثقافي عالمياً، مما جعل من العناني مرشحاً مثالياً لقيادة اليونسكو.

إنجازات خالد العناني في الثقافة العالمية

يشكل تولي خالد العناني لقيادة اليونسكو فرصة لتقديم رؤية متكاملة تعزز من أهداف المنظمة في مجالات التعليم والثقافة والتراث. في تصريحاته، أكد العناني أنه يسعى لبناء إدارة حديثة تعتمد على دمج خبرته الأكاديمية والإدارية، مع التركيز على دعم الدول النامية وتعزيز التنوع الثقافي. يرى أن خلفيته الواسعة، التي تشمل عمله في الجامعات والمتاحف والوزارات، توفر له فهماً عميقاً لرسالة اليونسكو، خاصة في مواجهة التحديات العالمية مثل الحفاظ على التراث الإنساني والتعليم المستدام. على سبيل المثال، خلال فترة توليه المناصب الوزارية، أدار مشاريع كبيرة ساهمت في جذب الاستثمارات الدولية، مما يعكس قدرته على دمج السياسات الثقافية مع التنمية الاقتصادية. هذه الرؤية الجديدة تهدف إلى توسيع دور اليونسكو في تعزيز الحوار بين الشعوب، مع التركيز على قضايا مثل حفظ التراث الثقافي في المناطق المتضررة من الصراعات، ودعم البرامج التعليمية في البلدان النامية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لخبرته في إدارة المشاريع الثقافية الكبرى، مثل افتتاح المتاحف الوطنية، أن تساهم في تطوير برامج اليونسكو للحفاظ على التنوع الثقافي العالمي، مما يجعل من عهده فترة تحولية. باختصار، يمثل العناني نموذجاً للقائد الذي يجمع بين الخبرة المحلية والرؤية العالمية، مما سيسمح للمنظمة بمواجهة تحديات العصر الحديث مثل التغير المناخي والهجرة الثقافية، ويساهم في بناء جيل جديد من الشراكات الدولية. هذا النهج لن يقتصر على الجوانب الإدارية، بل سيعمل على تعزيز قيم السلام والتفاهم من خلال الثقافة، مما يجعل إنجازه ليس فقط فوزاً شخصياً، بل خطوة تاريخية نحو مستقبل أفضل للإنسانية.