الخط العربي يجمع المبدعين في مهرجان كتاب الرياض بالسعودية

انطلقت التصفيات النهائية للنسخة الثانية من مسابقة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025. هذه المسابقة جمع المتسابقين من مختلف الدول للاحتفاء بفن الخط العربي، حيث يتنافس تسعة مبدعين من الأردن والكويت وسلطنة عمان وتركيا وإندونيسيا والسعودية ومصر على الفوز في ثلاثة مسارات رئيسية: الثلث، الرقعة، والديواني الجلي. كل مسار يتضمن سباقاً شرساً لتحقيق المراكز الثلاثة الأولى، مع تقييم الأعمال من قبل لجنة تحكيم متخصصة تتكون من خبراء وفنانين بارزين في مجال الخط العربي. هذا الحدث يعكس الإرث الثقافي الغني للخط العربي، الذي شهد في مرحلته الأولى مشاركة أكثر من 300 متسابق من 20 دولة حول العالم، حيث تجاوزت قيمة الجوائز المالية نصف مليون ريال سعودي. الفائز الأول في كل مسار يحصل على 80 ألف ريال، بينما يفوز الثاني بـ60 ألف ريال، والثالث بـ40 ألف ريال، مما يشجع على الإبداع والمنافسة الإيجابية.

الخط العربي يجمع المبدعين في كتاب الرياض

تعتبر هذه المسابقة جزءاً من مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، التي تهدف إلى تعزيز الإبداع في فنون الخط العربي وإحياء تقاليده الأصيلة. من خلال هذه المنصة، يتم تسليط الضوء على الخط العربي كعنصر أساسي في الهوية الثقافية السعودية والإرث الفني للحضارة العربية والإسلامية. المشاركون يعملون على أعمال فنية تعبر عن الجمال والدقة، مما يجسد كيف يمكن لهذا الفن أن يكون جسراً للتواصل بين الثقافات. في السابق، شهدت المسابقة تفاعلاً دولياً واسعاً، حيث ساهمت في اكتشاف مواهب جديدة ودعم المبدعين، بالتزامن مع أهداف رؤية المملكة 2030 في الحفاظ على الموروث الثقافي والعمل على تطويره. هذا النشاط ليس مجرد منافسة، بل هو احتفال بالفن الراقي الذي يربط بين الماضي والحاضر، مع التركيز على بناء جيل جديد من الفنانين الذين يحافظون على هذا التراث مع إدخال لمسات إبداعية عصرية.

فن الخط العربي يحيي التراث الإسلامي

يستمر المركز من خلال هذه المبادرة في تعزيز دور الخط العربي كوسيلة تواصل إنسانية عابرة للحدود، مما يعزز الانتماء للثقافة العربية والإسلامية. هذا الفن، الذي يمتد تاريخه إلى العصور الإسلامية المبكرة، يجمع بين الجمال الفني والقيم الثقافية، حيث يساهم في نقل الرسائل والقصص عبر الأجيال. المسابقة تسعى ليكشف عن المواهب الناشئة وتقديم الدعم اللازم لهم، سواء من خلال الجوائز المالية أو الفرص التعليمية، لضمان استمرارية هذا الفن في عصرنا الرقمي. بفضل هذه الجهود، أصبح الخط العربي رمزاً للإبداع الثقافي، حيث يجمع بين التقليد والابتكار. على سبيل المثال، في مسارات مثل الرقعة والديواني الجلي، يبرز كيف يمكن للفنانين دمج تقنيات حديثة مع أساليب تقليدية، مما يعكس التطور الذي تشجعه رؤية 2030. هذا النهج يساهم في جعل الخط العربي جزءاً حياً من الحياة الثقافية، ليس فقط في السعودية بل عالمياً، من خلال تعزيز التبادل الثقافي وتشجيع الجيل الشاب على الاستثمار في هذا الفن. باختصار، تكمن أهمية هذه المسابقة في قدرتها على ربط الماضي بالمستقبل، مع الحفاظ على هوية ثقافية عريقة تتألق في العصر الحديث، وهو ما يجعلها حدثاً مركزياً في معرض الرياض الدولي للكتاب.