صحيفة المرصد: هل يمكن رفع دعوى على محتوى مخالف قديم؟ مستشار قانوني يجيب بالفيديو

كشف المستشار القانوني مساعد الصقعبي عن تفاصيل مهمة تتعلق بقواعد التقادم في التعامل مع المحتوى المخالف، حيث أكد أن هناك قيوداً واضحة تحول دون رفع الدعاوى على مواد قديمة. هذا الأمر يعكس التوازن بين حماية الحقوق والحاجة لإنهاء النزاعات في وقت مناسب، مما يساعد في منع الإفراط في الإبلاغات أو الدعاوى غير الفعالة. في سياق حديثه، ركز على كيفية تأثير هذه القواعد على مجالات الإعلام المرئي والمطبوع، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

التقادم في دعاوى المحتوى المخالف

في ظل هذه القواعد، يشير المستشار إلى أن النظام يحدد فترة زمنية محددة لا تتجاوز 90 يوماً لرفع أي دعوى متعلقة بمحتوى مخالف. هذا يعني أن أي محاولة للإبلاغ عن مخالفة أو رفع دعوى بعد هذه المدة تصبح غير مقبولة قانوناً. على سبيل المثال، إذا قام شخص ما بنشر محتوى مسيء عبر وسائل التواصل، فإن الفرصة للتصدي له تكون محدودة بهذه الفترة، مما يشجع على السرعة في الإجراءات ويقلل من التأخيرات غير المبررة. هذا النهج يهدف إلى تعزيز الاستقرار في البيئة الإعلامية، حيث يمنع تراكم الشكاوى القديمة التي قد تفقد أهميتها مع مرور الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه القاعدة تعتمد مباشرة على أحكام المادة الحادية عشرة من نظام الإعلام، التي تجعل من السقوط بالتقادم شرطاً أساسياً. هذا يعني أنه حتى لو تم رفع الدعوى أمام المحكمة، فإنها ستسقط إذا تجاوزت المدة المحددة. من خلال هذا الإطار، يتم حماية الأطراف المعنية من الاستغلال أو الإطالة في النزاعات، مع التركيز على الحالات الطازجة التي تحتاج إلى تدخل فوري. قد يؤدي هذا إلى تشجيع المستخدمين على مراقبة محتواهم بعناية أكبر منذ البداية، مما يعزز ثقافة المسؤولية الرقمية.

سقوط الدعاوى بالتقادم

مع مرور الوقت، أصبحت فكرة سقوط الدعاوى بالتقادم جزءاً أساسياً من النظم القانونية، خاصة في مجال الإعلام الذي يشهد تطورات سريعة. هذا المفهوم يعمل كآلية للحد من الضغوط القانونية الطويلة الأمد، حيث يمنع أي شخص من الانتظار لفترات طويلة قبل رفع الشكوى، مما قد يؤثر سلباً على سلامة المحتوى أو سمعة الأطراف. على سبيل المثال، في حالات الإساءة عبر وسائل التواصل، يجب على المتضررين اتخاذ إجراءات فورية ضمن الـ90 يوماً لضمان فعالية الدعوى. هذا النهج ليس مقتصراً على الإعلام التقليدي بل يمتد إلى المنصات الرقمية، حيث يزيد من كفاءة الإجراءات القضائية.

في الواقع، يساهم هذا الإطار في بناء نظام أكثر عدالة، حيث يتيح للأفراد فرصة الدفاع عن أنفسهم دون خوف من دعاوى قديمة قد تكون مبنية على تفسيرات خاطئة. من جانب آخر، يدفع هذا النظام الجميع إلى تعزيز الالتزام بالقوانين الإعلامية منذ البداية، سواء كان ذلك من خلال مراقبة المحتوى أو تفادي النشر غير المسؤول. بالنظر إلى التغييرات السريعة في عالم التواصل، أصبح من الضروري أن تكون هذه القواعد مرنة بما يكفي لمواكبة التحديثات، مع الحفاظ على جوهرها في حماية الحقوق.

للاستمرار في مناقشة هذه القضايا، من المهم النظر في كيفية تطبيق هذه القواعد عملياً. على سبيل المثال، قد يواجه بعض الأفراد صعوبة في معرفة المدة الزمنية بدقة، مما يتطلب توعية أكبر من خلال البرامج التعليمية أو الإرشادات القانونية. هذا يعزز دور السلطات في توضيح هذه القوانين للجمهور، مما يساعد في تجنب أي سوء فهم. في نهاية المطاف، يبقى التركيز على ضمان أن يكون الإعلام مسؤولاً وآمناً، مع الاعتراف بأن الوقت عامل حاسم في الحفاظ على عدالة العملية ككل.

بشكل عام، تشكل قاعدة التقادم جزءاً أساسياً من النظام القانوني في مجال الإعلام، حيث تحد من الدعاوى غير الفعالة وتشجع على السرعة في الإجراءات. هذا النهج يساهم في ترسيخ ثقافة احترام القوانين، مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات الرقمية الحديثة. من هنا، يمكن القول إن فهم هذه القواعد يساعد في بناء بيئة إعلامية أكثر تماسكاً وكفاءة، مما يعزز من ثقة المجتمع في النظام ككل.