فراس البريكان: من فشل النصر وجحيم الدكة إلى نعيم الرعاية الأمريكية كنجم للمنتخب الأولمبي!

قد يبدو الانتقال للاعب صاعد إلى نادٍ أقل شهرة كخطوة خلفية في مسيرته، لكن “ما تراه ليس كما يبدو!” في عالم كرة القدم، حيث يُعتقد أن الانضمام إلى الأندية الكبرى هو الطريق المباشر للنجاح. في السعودية، يواجه اللاعبون الشباب تحديات كبيرة بسبب سياسات الفرق التي تمنح الأولوية للنجوم ذوي الخبرة الواسعة، مما يجعل مقاعد البدلاء مصيرًا شائعًا للمواهب الناشئة. هذا الواقع قد يدفع اللاعبين إلى اتخاذ قرارات جريئة، مثل ترك “النعيم” في نادي كبير مثل النصر، حيث يعانون من نقص الفرص، للانتقال إلى بيئة أكثر دعمًا وفرصة للتألق. في السنوات الأخيرة، أدت زيادة عدد اللاعبين الأجانب في دوري روشن إلى تعزيز هذه الظاهرة، مما أثر سلبًا على المنتخب الوطني، حيث تراجع مستواه بسبب نقص الفرص للشباب المحليين. ومع ذلك، يمثل هذا اللاعب قصة إلهام، إذ قرر الاستثمار في نفسه من خلال الانتقال إلى دوري يلو للدرجة الأولى، حيث يمكنه بناء خبراته وتحقيق المشاركة الثانية في تاريخه بدوري روشن، وهو ما يعكس رغبة حقيقية في الوصول إلى الخلود عبر العمل الدؤوب.

انحدار مسيرة اللاعب: فرصة للتألق الحقيقي

في قلب هذه القصة، يبرز كيف يمكن أن يكون ما يُعتبر “انحدارًا” في مسيرة اللاعب في الواقع خطوة إيجابية نحو النمو. الأندية الكبرى، مثل النصر، تقدم جاذبية كبيرة بسبب سمعة المنافسة العالية وفرص التعرض الإعلامي، لكنها غالبًا ما تحول اللاعبين الشباب إلى مجرد احتياطيين، مما يعيق تطورهم. هذا الوضع لم يكن عشوائيًا؛ إنه نتيجة لسياسات الدوري السعودي التي سمحت بزيادة الأجانب، مما قلل من فرص الشباب المحليين. لكن لاعبنا هذا، الذي كافح لسنوات في دوري يلو، اختار طريقًا مختلفًا. بقراره التركيز على اللعب المنتظم بدلًا من الجلوس على دكة البدلاء، يظهر أن النجاح الحقيقي يأتي من خلال الفرص الفعالة، لا مجرد الانتظار في الظل. هذا النهج يذكرنا بقصص نجاح سابقة في الكرة السعودية، حيث تحولت خطوات تبدو انحدارية إلى قفزات هائلة، مما يعزز من أهمية دعم المواهب الناشئة لتعزيز مستقبل الرياضة الوطنية.

تراجع واعد نحو الإنجاز

عند النظر إلى تراجع اللاعبين الشباب كخطوة واعدة، يصبح واضحًا أن هذه القرارات ليست بالضرورة علامة على الفشل، بل هي استثمار استراتيجي في المستقبل. في السعودية، حيث يسيطر اللاعبون ذوو الخبرة على الساحة، يجد الشباب أنفسهم في موقف صعب، خاصة مع تزايد المنافسة الدولية في الدوري المحلي. هذا اللاعب، الذي حقق مشاركته الثانية فقط في دوري روشن بعد تجاربه في الدرجة الأولى، يمثل نموذجًا لكيفية تحويل التراجع إلى قوة دافعة. فبدلًا من البقاء في “النعيم” المؤقت، اختار الخوض في “الجحيم” من التحديات ليكسب الخبرة والثقة. هذا النهج ليس جديدًا؛ فالتاريخ مليء بلاعبين سعوديين، مثل أولئك الذين انتقلوا من فرق صغيرة إلى القمة، حيث أصبحوا عماد المنتخب الوطني. الآن، مع معاناة المنتخب من تراجع مستواه بسبب نقص التغذية بالمواهب الشابة، يبرز هذا اللاعب كدليل على ضرورة تغيير السياسات. إذا استمر اللاعبون في اختيار الفرص الحقيقية على حساب الشهرة الفورية، فإن ذلك سيعزز من جودة الكرة السعودية بشكل عام. هذا التراجع الواعد يفتح أبوابًا لإعادة تشكيل مسيرة اللاعبين، مما يجعل الطريق إلى النجاح أكثر استدامة وواقعية. في النهاية، يتعلق الأمر بالصبر والإصرار، حيث أن اللاعبين الذين يتجاوزون التحديات هم الذين يحققون الإنجازات الحقيقية، مما يعكس التغيير الإيجابي في الكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة. ومن خلال دعم مثل هذه القرارات، يمكن للرياضة المحلية أن تعود إلى أيامها الذهبية، حيث يلمع الشباب كنجوم ساطعة.