صحة دبي تطلق جهازاً تفاعلياً لتعزيز الوعي بأصحاب الهمم
مقدمة: خطوة جديدة نحو مجتمع أكثر شمولاً
في ظل جهود الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الشمول الاجتماعي والصحي، أعلنت “صحة دبي”، الجهة الحكومية المسؤولة عن تطوير قطاع الرعاية الصحية في الإمارة، عن إطلاق جهاز تفاعلي مبتكر يهدف إلى تعزيز الوعي بالأشخاص ذوي الإعاقة، المعروفين محلياً بـ”أصحاب الهمم”. يُعتبر هذا الجهاز خطوة نوعية في برامج التوعية الصحية والاجتماعية، حيث يركز على تعليم المجتمع بشكل تفاعلي وممتع، مستلهماً من رؤية دبي كمدينة ذكية ومتقدمة في مجال الصحة العامة.
يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه العالم زيادة في التركيز على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وفقاً لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويشكل جزءاً من استراتيجية “صحة دبي” لدعم الشمول والمساواة.
ما هو الجهاز التفاعلي؟
يتمثل الجهاز التفاعلي الذي قدمته “صحة دبي” في تطبيق رقمي متكامل، يمكن الوصول إليه عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، بالإضافة إلى كيوسكات تفاعلية في المراكز الصحية العامة. يعتمد الجهاز على تقنيات متقدمة مثل الواقع الافتراضي (VR) والذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى تعليمي مخصص. على سبيل المثال، يشمل الجهاز:
- ألعاب تفاعلية: تم تصميمها لتعليم الأطفال والبالغين عن التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم، مثل صعوبات التنقل أو التواصل، من خلال سيناريوهات واقعية محاكاة.
- محتوى تعليمي متنوع: يغطي مواضيع مثل أنواع الإعاقة (بصرية، سمعية، حركية)، والحقوق القانونية، والنصائح للاندماج الاجتماعي.
- أدوات التقييم الذاتي: تسمح للمستخدمين باختبار معرفتهم حول الصحة والإعاقة، مع تقديم ردود فورية وإحصائيات حول مدى الوعي في المجتمع.
أكدت “صحة دبي” أن الجهاز مصمم بطريقة سهلة الاستخدام، مع دعم للغة الإشارة والصوتية، لضمان الوصول لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، بما في ذلك أصحاب الهمم أنفسهم.
أهمية الجهاز في تعزيز الوعي
يعزز هذا الجهاز الوعي بأصحاب الهمم من خلال التركيز على تغيير السلوكيات الاجتماعية والثقافية. في الإمارات، حيث يُعتبر مصطلح “أصحاب الهمم” رمزاً للقوة والإصرار، يساهم الجهاز في تثبيت هذه القيم من خلال:
- التعليم المبكر: يستهدف الأطفال في المدارس والأسر، ليبني جيلاً يفهم التنوع ويحترم الاختلافات، مما يقلل من التمييز.
- تعزيز الاندماج: من خلال سيناريوهات حقيقية، يساعد المستخدمين على فهم كيفية دعم أصحاب الهمم في الحياة اليومية، مثل توفير الإمكانيات المناسبة في الأماكن العامة.
- الوقاية من الاستبعاد: يبرز الجهاز دور الصحة العقلية والجسدية في حياة أصحاب الهمم، مشجعاً على الوصول إلى الخدمات الصحية دون حواجز.
وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 15% من سكان العالم من إعاقة ما، وفي الإمارات، يسعى القطاع الصحي لضمان حياة كريمة لهم. يساهم جهاز “صحة دبي” في هذا السياق بتوفير أداة حديثة تساعد في تحقيق هذه الأهداف.
الفوائد المتعددة للجهاز
يمتد تأثير الجهاز التفاعلي إلى جانبين رئيسيين: الفئة المستهدفة (أصحاب الهمم) والمجتمع بشكل عام. من جانب أصحاب الهمم، يوفر الجهاز منصة للتعبير عن تجاربهم ومشاركة قصص النجاح، مما يعزز الثقة والانتماء. أما بالنسبة للمجتمع، فإنه يعمل على:
- تقليل الوصمة الاجتماعية: من خلال التثقيف، يقلل من التصورات الخاطئة حول الإعاقة.
- دعم الابتكار: يشجع على استخدام التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة، مثل تطبيقات الترجمة للصم أو أدوات التنقل للمعاقين حركياً.
- تعزيز الشراكات: يدعو “صحة دبي” إلى التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لتوسيع نطاق الجهاز، مما يعزز التنمية الاقتصادية.
وفي السنوات الأخيرة، قادت “صحة دبي” حملات مشابهة، مثل برامج التوعية بالصحة النفسية، مما يعكس التزامها بالابتكار الرقمي.
خاتمة: نحو مستقبل أكثر شمولاً
إطلاق جهاز “صحة دبي” التفاعلي يمثل نقلة نوعية في مجال تعزيز الوعي بأصحاب الهمم، مدعوماً برؤية دبي 2040 كمدينة عالمية تشمل الجميع. يدعو هذا الجهاز الجميع إلى المشاركة، سواء كانوا أفراداً، مؤسسات، أو حكومات، لتبني ثقافة الشمول. مع تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن يؤدي هذا الجهاز إلى تقليل الفجوات الاجتماعية وتعزيز التنمية المستدامة.
للمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة موقع “صحة دبي” الرسمي أو تحميل التطبيق مباشرة. إنها خطوة أخرى نحو مجتمع يحترم التنوع ويقدر الإبداع البشري في أبهى صوره.
تعليقات