بداية قوية للشتاء: تفاصيل أول أمطار مصحوبة بموجة برد ورياح وغبار في نهاية أكتوبر 2024

شهدت المملكة العربية السعودية في الثلث الأخير من أكتوبر الماضي حالة جوية فريدة من نوعها، حيث هطلت أمطار غزيرة على مناطق واسعة من الأراضي، مصحوبة بزخات برد ورياح نشطة أثارت الأتربة والغبار. هذه الحالة، التي جاءت في وقت غير متوقع، أدت إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة في المناطق الشمالية، حيث بلغت أقل من 10 درجات مئوية، مما دفع السكان إلى الاستعداد للبرودة المبكرة.

حالة وسمية ماطرة مبكرة

في التفاصيل، بدأت التقلبات الجوية مع اندفاع كتلة هوائية باردة من شرق أوروبا وبلاد الشام، بالتزامن مع تأثير منخفض البحر الأحمر وتدفق رطوبة مدارية من الجنوب. هذا الاندفاع أحدث حالة من عدم الاستقرار الجوي على نطاق واسع، مما أدى إلى ظهور سحب ركامية رعدية في مناطق متعددة. كانت البداية من غرب المملكة، حيث انتشرت الأمطار تدريجيًا لتشمل شمال الرياض والمناطق الشرقية، بالإضافة إلى مرتفعات جازان وعسير والباحة. مع مرور الوقت، تفاقمت الشدة، حيث شهدت الأجزاء الداخلية مثل القصيم وحفر الباطن أمطارًا رعدية كثيفة مصحوبة بزخات برد، مما أثار تدفق الأودية وزيادة منسوب المياه في بعض المناطق.

أمطار غزيرة وطقس غير مستقر

بلغت الحالة الماطرة ذروتها في يوم 25 أكتوبر، حيث امتدت التغطية الجوية لتشمل أجزاء واسعة من المملكة، بما في ذلك شمال الرياض وحائل والقصيم. خلال ساعات ليل الجمعة ونهار السبت، شهدت هذه المناطق أمطارًا شديدة في بعض الأحيان، مع زخات برد تتساقط بكثافة، مما أثر على الحياة اليومية وأدى إلى تقلبات في مستويات المياه. في الوقت نفسه، سجلت المناطق الشمالية موجة برد مبكرة، حيث انخفضت درجات الحرارة بشكل ملموس في الجوف وتبوك والحدود الشمالية، داعية السكان إلى ارتداء ملابس دافئة لمواجهة البرودة المفاجئة. كما رافق ذلك نشاط رياح قوي في عدة مناطق، مما أثار عواصف غبارية محلية، خاصة في المناطق المفتوحة قبل هطول الأمطار، واستمر ذلك أثناء مرور السحب الرعدية، مما زاد من التحديات الجوية. هذه الظروف لم تقتصر على الأمطار فحسب، بل شملت أيضًا تأثيرات على المناطق الجنوبية مثل جازان وعسير، حيث استمرت السحب الرعدية لفترات أطول، مما يعكس التنوع في أنماط الطقس عبر المملكة. بالإجمال، كانت هذه الحالة مؤشراً واضحاً على بداية موسم شتاءي غير اعتيادي، حيث يتفاعل التغيرات الجوية مع العوامل الإقليمية لتشكيل بيئة متنوعة ومتقلبة.