تستضيف المملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 16 إلى 19 أكتوبر 2025، في المدينة المنورة، الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري الإقليمي للأولمبياد الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذا الحدث الهام يجمع ممثلين عن 11 دولة، إلى جانب قادة البرامج الرياضية وقادة الرياضيين في المنطقة، ليعكس التزام المملكة بدعم الأشخاص ذوي الإعاقات الفكرية والنمائية من خلال النشاط الرياضي. يُعد هذا الاجتماع فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات الإقليمية، مما يساهم في تطوير مبادرات تهدف إلى تعزيز الشمول الاجتماعي والرياضي، وفقاً للجهود الرائدة التي تقودها المملكة في هذا المجال.
الأولمبياد الخاص ودوره في تعزيز الرياضة الإنسانية
يبرز هذا الاجتماع كمحطة مفصلية في تاريخ المجلس الاستشاري، الذي أُنشئ قبل أكثر من عشرين عاماً كمنصة تجمع قادة البرامج الرياضية في الدول الأعضاء. هدفه الرئيسي هو تطوير الحركة الرياضية إقليمياً وتوحيد الجهود لخدمة لاعبي الأولمبياد الخاص، خاصة الأفراد ذوي الإعاقات. في هذا السياق، تأتي استضافة المملكة لهذا اللقاء كامتداد طبيعي لالتزامها ببناء بيئة داعمة للرياضيين وأسرهم، من خلال التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين. سيشرف على أعمال المجلس الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي، المهندس أيمن عبدالوهاب، مع حضور الأعضاء المنتخبين في نوفمبر 2024، مثل رئيس المجلس محمد بارق بن أحمد سراج من المملكة، إلى جانب ممثلين من الإمارات، مصر، ليبيا، موريتانيا، الأردن، العراق، سوريا، البحرين، وعمان. كما سيحضر الأعضاء المعينون من الرئاسة الإقليمية، مثل حسن الأنصاري وغادة مكادي، بالإضافة إلى رئيس مجلس اللاعبين القادة في الإقليم، اللاعبة مجد الهنداوي من الأردن.
بالإضافة إلى ذلك، يُمثل هذا الاجتماع خطوة إيجابية نحو تعزيز الجهود الرياضية على مستوى المنطقة، حيث يتيح فرصاً لإطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تحسين الخدمات للفئة المستهدفة. الدكتورة مها بنت أحمد الجفالي، رئيس مجلس إدارة الأولمبياد الخاص السعودي، عبرت عن سعادتها باستضافة هذا الحدث، مشددة على أن مثل هذه اللقاءات تساهم في تبادل أفضل الممارسات وتعميم النجاحات. وفقاً لجهود المملكة ضمن رؤية 2030، تمكن الأولمبياد الخاص السعودي من التوسع إلى عشر مناطق وتفعيل أكثر من 24 رياضة خاصة خلال الثلاثة أعوام الماضية. هذا التقدم يأتي بدعم كبير من وزارة الرياضة، ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل، الذي يعمل على تعزيز دور الاتحاد في خدمة اللاعبين ذوي الإعاقات.
الألعاب الخاصة وتطوير البرامج الإقليمية
من جانب آخر، يركز الاجتماع على بناء شراكات أقوى لدعم الأفراد ذوي الإعاقات من خلال الرياضة، حيث يتيح منصة لمناقشة تحديات البرامج الحالية وإطلاق مبادرات جديدة تلبي احتياجات المنطقة. على سبيل المثال، سيتم استعراض التقدم في تطوير الرياضات المخصصة، مثل الألعاب الأولمبية الخاصة التي تشمل السباحة، الركض، والألعاب الجماعية، مع التركيز على توفير بيئة آمنة وداعمة. هذا النهج يعكس الدور الريادي للمملكة في تعزيز الشمول، حيث ساهمت بتوسيع نطاق البرامج الرياضية لتشمل المزيد من الفئات، مما أدى إلى زيادة عدد المشاركين وتحسين جودة الخدمات. كما أن حضور اللاعبين القادة، مثل رزان العطيوي، يضيف بعدًا إلهاميًا، حيث يشاركون تجاربهم الشخصية لدفع الحركة الرياضية إلى الأمام.
في الختام، يمثل اجتماع المجلس الاستشاري خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل أفضل للرياضة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على تمكين الأفراد ذوي الإعاقات. من خلال هذه الجهود، تستمر المملكة في تعزيز دورها كقائد إقليمي، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والترفيه الرياضي. هذا الحدث لن يقتصر على المناقشات، بل سيؤدي إلى تنفيذ خطط عملية تعزز التعاون بين الدول، وتدعم الرياضيين في تحقيق إنجازاتهم، مما يعكس التزام المملكة ببناء مجتمع أكثر شمولاً وتكافؤًا. بالفعل، هذه الفعاليات تجسد روح الرياضة كأداة للتغيير الإيجابي، حيث تفتح آفاقًا جديدة للجميع.
تعليقات