أحمد بن سعيد: الشيخ راشد مؤسس أساسيات حلم دبي

أحمد بن سعيد الراشد.. وضع الأسس الأولى لحلم دبي

مقدمة:

في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، يُعتبر أحمد بن سعيد الراشد أحد الشخصيات الرئيسية التي ساهمت في رسم ملامح التنمية في دبي. ومع أن التسمية قد تكون موضع لبس، فإننا نعرف أن هذه الشخصية ترتبط بشكل وثيق بـ”راشد”، الذي يشير إلى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي السابق. في هذا المقال، سنستعرض كيف وضع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي يُعتبر الأساس الحقيقي لهذا الوصف، الأسس الأولى لحلم دبي، محولاً إياها من قرية صغيرة على شواطئ الخليج إلى عاصمة عالمية للتجارة والسياحة. سنركز على إرثه الذي جعل دبي رمزاً للطموح والتطوير.

نشأة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم:

ولد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في عام 1912 في دبي، وهي آنذاك قرية صيد وبضاعة بسيطة. كان ينتمي إلى عائلة آل مكتوم، التي حكمت دبي منذ القرن التاسع عشر. تلقى تعليماً تقليدياً، لكنه سرعان ما أدرك أهمية التحديث لمواكبة التغييرات العالمية. في عام 1958، تولى السلطة بعد وفاة أبيه، الشيخ سعيد بن مكتوم، وبدأ رحلة تحويل دبي إلى مركز تجاري عالمي.

يُذكر أن الاسم “أحمد بن سعيد الراشد” قد يكون خطأ شائعاً أو إشارة إلى شخصيات أخرى في التاريخ، لكن السياق يؤكد على دور الشيخ راشد كمن وضع “الأسس الأولى لحلم دبي”. هذا الحلم كان يتمثل في تحويل دبي إلى مدينة عصرية، مستقلة اقتصادياً، بعيداً عن الاعتماد على موارد الدولة الأم.

وضع الأسس الأولى لحلم دبي:

عندما تولى الشيخ راشد السلطة، كانت دبي تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، مثل نقص الموارد الطبيعية والاعتماد على تجارة اللؤلؤ التي تضررت بسبب اكتشاف البترول الصناعي. ومع ذلك، كان لديه رؤية واضحة للتنويع الاقتصادي. في الستينيات والسبعينيات، بدأ بإنشاء مشاريع كانت الأساس لبناء “حلم دبي”:

  • تطوير البنية التحتية: كان أحد أولى إنجازاته حفر قناة دبي وتوسيعها لتكون ميناء تجارياً رئيسياً. هذا المشروع، الذي بدأ في الستينيات، ساهم في تحويل دبي إلى نقطة عبور تجاري بين الشرق والغرب. كما أسس ميناء جبل علي، الذي يُعتبر الآن أحد أكبر الموانئ في العالم.

  • الاستثمار في التعليم والصحة: ركز الشيخ راشد على بناء مؤسسات تعليمية وصحية حديثة، مما جعل دبي وجهة جذابة للاستثمار. هذه الخطوات كانت جزءاً من استراتيجيته لجذب الكفاءات والمهاجرين.

  • الشراكات الدولية: فهم أهمية التعاون الدولي، فقام بتوقيع اتفاقيات مع دول أخرى لاستيراد الخبرات والتقنيات. على سبيل المثال، ساعد اكتشاف البترول في دبي في التسعينيات على تمويل هذه المشاريع، لكنه لم يعتمد عليها فقط.

  • رؤية التنمية المستدامة: وضع الشيخ راشد الأسس لـ”حلم دبي” من خلال التركيز على التنويع الاقتصادي. حلمة كان يتجاوز البترول، متضمناً السياحة، التجارة، والخدمات المالية. هذا ما جعل دبي اليوم مركزاً عالمياً للأعمال.

الإرث والتأثير:

أثر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بشكل كبير على تطور دبي، حيث أصبحت المدينة نموذجاً للنمو السريع. بعد وفاته في عام 1990، استمر ابنه، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تنفيذ هذا الحلم من خلال مشاريع ضخمة مثل برج خليفة ودبي مول. إذا كان الشيخ راشد هو الذي وضع الأسس، فإن الجيل اللاحق هو الذي بنى عليها.

اليوم، يُعرف هذا الحلم بـ”دبي العصرية”، حيث أصبحت المدينة رمزاً للابتكار والتسامح. وفقاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة، ساهمت رؤية الشيخ راشد في تحويل دبي إلى أحد أكثر المدن ازدهاراً في العالم، مع اقتصاد يعتمد على السياحة بنسبة تزيد عن 20% من الناتج المحلي.

خاتمة:

يظل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أو “أحمد بن سعيد الراشد” كما قد يُشار إليه في بعض السياقات، رمزاً للقيادة الرؤية. وضع الأسس الأولى لحلم دبي من خلال إيمانه بالتطوير والابتكار، مما جعلها مدينة تتجاوز الحدود الجغرافية لتصبح إلهاماً عالمياً. في عالم يتغير بسرعة، يذكرنا إرثه بأن الأحلام الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة، وأن دبي اليوم هي نتيجة تلك الرؤية الجريئة. هل يمكننا القول إن حلم دبي ما زال يتطور؟ بالتأكيد، فهو قصة نجاح مستمرة.