طهران تعلن رفضها الاستجداء من أجل التفاوض مع الولايات المتحدة.

إيران أكدت مرة أخرى رفضها لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة، معتبرة أن إعادة فرض العقوبات الأممية لن تكون سبباً للتنازل أو التراجع عن مواقفها الراسخة. في ظل التوترات الدبلوماسية المستمرة، شدد المسؤولون الإيرانيون على أن بلادهم لن تتوسل للحصول على فرصة تفاوضية، بل ستواصل التركيز على حماية مصالحها الوطنية والرد على الإجراءات الدولية التي تراها غير عادلة.

إيران ورفض التفاوض

في مؤتمر صحفي أدلى به المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أوضح أن إيران لا تمتلك حالياً أي خطة لإجراء مفاوضات مع الجانب الأمريكي، خاصة بعد قرار إعادة فرض العقوبات. وقال إن الدبلوماسية تظل خياراً مفتوحاً، لكنها ستكون مرتبطة بحالات تؤدي إلى نتائج إيجابية تراعي المصالح الوطنية. وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن إيران مشغولة بدراسة التداعيات الناتجة عن خطوات الدول الأوروبية الثلاثة (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) والولايات المتحدة، التي أدت إلى إعادة تفعيل آليات عقابية، مما يفاقم من التوترات الدولية.

من جانب آخر، انتقد بقائي التصريحات الأمريكية التي يرى فيها فخراً بالانتهاكات، مشيراً إلى أن ذلك يزيد من مسؤولية واشنطن أمام المجتمع الدولي. وأكد أن الاعتراف بممارسات غير قانونية لن يمنح الولايات المتحدة أي شرعية، بل يؤكد مجدداً عدم التزامها بالقواعد الدولية المقبولة. كما جدد انتقاداته للترويكا الأوروبية، معتبراً أن هذه الدول وأمريكا لا تمتلك الصلاحية لاستخدام آلية تسوية الخلافات في الاتفاق النووي، ووصف إعادة إطلاق آلية “سناب باك” بأنها خطوة غير قانونية، حيث لم يتم الوصول إلى إجماع في مجلس الأمن حول هذه العقوبات.

الصمود الإيراني أمام الضغوط

وفي سياق متصل، كشفت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني عن تقديم مقترح للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، إلا أن المبعوث الأمريكي المختص لم يحضر الموعد المحدد، مما يعكس عدم جدية الطرف الأمريكي. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن جميع المقترحات التي قدمت خلال اجتماعات هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر الماضي تم رفضها، بتشجيع من الجانب الأمريكي، مما يعيق مسارات الحوار. الترويكا الأوروبية طالبت طهران بمنح المفتشين الدوليين الوصول الكامل إلى المنشآت النووية، وشرطت استئناف المفاوضات مع واشنطن، بالإضافة إلى آليات لضمان أمن مخزون اليورانيوم المخصب. ومع ذلك، رفضت إيران هذه الشروط، معتبرة إياها ضغوطاً غير عادلة، مؤكدة أن برنامجها النووي يهدف إلى أغراض سلمية فقط.

أما المشاورات التي جرت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الماضي، فقد أسفرت عن فشل في الوصول إلى اتفاق إيجابي بين الإيرانيين والأوروبيين، رغم الجهود المبذولة. يبقى الوضع محاطاً بالغموض، حيث تؤكد إيران على حقها في الدفاع عن سيادتها، فيما تستمر الضغوط الدولية في التزايد، مما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي. وفي هذا السياق، تبرز أهمية البحث عن حلول دبلوماسية حقيقية تعتمد على الاحترام المتبادل، مع التأكيد على أن إيران لن تقبل بأي اتفاق يمس بأمنها القومي أو يفرض عليها شروطاً تعسفية. ومع استمرار هذه التحديات، يتضح أن المشهد الدولي يحتاج إلى جهود أكبر لتجنب تصعيد التوترات والبحث عن سبل تعاون تعزز السلام العالمي.