تغطية شاملة لانتصار الدكتور خالد العناني كأول مصري وعربي في قيادة اليونسكو
في لحظة تاريخية للثقافة والتراث العربي، حقق الدكتور خالد العناني فوزاً بارزاً بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو، مما يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز دور مصر في الساحة الدولية. قدمت قناة تلفزيون اليوم السابع تغطية واسعة لهذا الحدث، ركزت على أجواء الفرح والابتهاج التي سادت اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة في باريس، حيث تجمع أعضاء ورؤساء الوفود للاحتفال بهذا الإنجاز. كان الدكتور العناني قد حصد 55 صوتاً من أصل 57 في التصويت، مقابل صوتين فقط لمنافسه، الدبلوماسي الكونغولي إدوارد فيرمين ماتوكو، مما ضمن له هذا المنصب التاريخي كأول عربي ومصري يتولى قيادة هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة. هذا الفوز لم يكن مفاجئاً فحسب، بل كان تتويجاً لجهود طويلة الأمد في مجال الثقافة والتراث، حيث يعود العناني بتاريخ حافل من المناصب الرسمية والإنجازات العلمية.
أجواء فوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام اليونسكو
أبرزت التغطية التلفزيونية، التي قدمها الزميل أحمد الجعفري، كيف أن فوز العناني أعاد إلى الأذهان دور مصر التاريخي في الحفاظ على التراث الإنساني العالمي. خلال الاجتماع في باريس، لم تكن النتائج مجرد أرقام، بل كانت تعبيراً عن الثقة الدولية في خبرته الواسعة. العناني، الذي شغل منصب وزير السياحة والآثار من ديسمبر 2019 حتى أغسطس 2022، ووزير الآثار من مارس 2016 حتى ديسمبر 2019، كان أول من يجمع بين هاتين الحقيبتين منذ انفصالهما عام 1966. هذا الخبرة جعله مرشحاً مثالياً، حيث يجمع بين العمل السياسي والأكاديمي، فهو أستاذ متميز في علوم المصريات بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان منذ عام 1993. لقد ساهمت مسيرته في إدارة المتحف المصري بالقاهرة و المتحف القومي للحضارة المصرية بين 2014 و 2016 في تعزيز سمعته كمحافظ على التراث العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأوسمة والجوائز التي حصل عليها العناني تعكس التقدير الدولي لجهوده. من بينها وسام فارس جوقة الشرف من فرنسا في 2025، ووسام الشمس المشرقة من اليابان في 2021، بالإضافة إلى عضويته الفخرية في الجمعية الفرنسية للمصريات عام 2016. كما يشغل حالياً مناصب مرموقة مثل راعي صندوق التراث العالمي الأفريقي، وسفير السياحة الثقافية لدى منظمة السياحة العالمية، وأصبح سفيراً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة الثقافية في 2024. هذه الإنجازات لم تنبع من فراغ، بل من خلفية أكاديمية قوية، إذ حصل على دكتوراه في علوم المصريات من جامعة بول فاليري مونبيلييه 3 في فرنسا عام 2001، بعد تخرجه ببكالوريوس الإرشاد السياحي من كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان عام 1992. كما عمل كخبير علمي وأستاذ زائر في عدة مرات بين 2006 و 2013 وفي 2023، مما يؤكد على دوره كباحث مشارك في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة من 2002 حتى 2016.
انتصار العناني في قيادة اليونسكو
يُعد هذا الفوز نقلة نوعية في تاريخ المنظمة، حيث يفتح أبواباً جديدة لتعزيز التعاون الدولي في مجالات التراث والتعليم. كان العناني قد شغل مناصب قيادية أخرى مثل وكيل كلية السياحة والفنادق لشؤون التعليم والطلاب في 2012-2013، ورئيس قسم الإرشاد السياحي في 2011-2012، مما جعله قدوة في دمج السياسة مع البحث العلمي. في ظل قيادته، من المتوقع أن تركز اليونسكو على قضايا التراث الثقافي والسياحة المستدامة، خاصة في المناطق الأفريقية والعربية. هذا الانتخاب يعكس أيضاً التغييرات الإيجابية في السياسات الدولية، حيث أصبحت مصر نموذجاً للدول النامية في الحفاظ على الإرث الإنساني. مع هذا الإنجاز، يستمر العناني في بناء جسور التواصل بين الشعوب، مستفيداً من خبرته الواسعة في العلاقات الدولية والثقافية، ليصبح رمزاً للتميز العربي على الساحة العالمية.
تعليقات