شراكة بحثية بين “زراعة الشارقة” وجامعة الزيد: خطوة نحو الابتكار الزراعي المستدام
مقدمة
في عالم يواجه تحديات كبيرة في مجال الزراعة والأمن الغذائي، تعلن عن شراكة بحثية استراتيجية بين “زراعة الشارقة”، وهي إحدى الجهات الحكومية الرائدة في دبي الإمارات، والتي تتركز على تطوير القطاع الزراعي، وجامعة الزيد، الجامعة الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة. تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز البحوث العلمية في مجال الزراعة المستدامة، وتشجيع الابتكار لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية. وفقاً للبيانات الرسمية، تم التوقيع على اتفاقية الشراكة في أوائل العام 2024، ومن المتوقع أن تكون لهذه الخطوة آثار إيجابية واسعة على القطاع الزراعي في الإمارات ومنطقة الخليج.
خلفية الجهات المعنية
تُعد “زراعة الشارقة” جزءاً من جهود الحكومة الإماراتية لتعزيز التنمية الزراعية المحلية. تأسست هذه الجهة لدعم المزارعين والمزارع في إمارة الشارقة من خلال تقديم الدعم الفني، وتطوير تقنيات الري الحديثة، وتشجيع الزراعة العضوية. وفقاً لتقرير وزارة الاقتصاد في الإمارات، ساهمت “زراعة الشارقة” في زيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة 20% خلال السنوات الخمس الماضية، مما يجعلها شريكاً مثالياً في المبادرات البحثية.
أما جامعة الزيد، فهي واحدة من أبرز الجامعات في الإمارات، تأسست في أبوظبي عام 1998، وتتميز ببرامجها الأكاديمية في مجالات العلوم الزراعية، الهندسة البيئية، والتكنولوجيا الزراعية. الجامعة، التي تحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، تضم فرقاً بحثية متميزة تعمل على حلول مبتكرة لمشكلات الزراعة في المناطق الجافة، مثل توفير المياه ومحاربة التغير المناخي. ومع تركيزها على البحث العلمي، فإن جامعة الزيد تمتلك القدرات اللازمة لدفع هذه الشراكة إلى الأمام.
تفاصيل الشراكة
ستشمل شراكة “زراعة الشارقة” مع جامعة الزيد عدة مجالات رئيسية، منها:
-
البحوث في الزراعة المستدامة: سيعمل الطرفان على تطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة استخدام المياه في الري، خاصة في ظل نقص الموارد المائية في الإمارات. على سبيل المثال، ستجرى دراسات حول استخدام تقنيات الري الذكية والزراعة الدقيقة لتقليل الهدر وتعزيز الإنتاجية.
-
تطوير المنتجات الزراعية المحلية: من المتوقع أن يركز البحث على زراعة محاصيل مقاومة للجفاف، مثل الفواكه والخضروات المحلية، لتعزيز الأمن الغذائي في الإمارات. هذا يتزامن مع رؤية دولة الإمارات 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات الزراعية.
-
التدريب والتوعية: ستقدم جامعة الزيد برامج تدريبية للموظفين في “زراعة الشارقة”، بالإضافة إلى ورش عمل للمزارعين المحليين. هذا سيضمن نقل المعرفة من الأكاديميا إلى الممارسة العملية.
قال الدكتور عبد الله الزعيم، مدير عام “زراعة الشارقة”: “هذه الشراكة تمثل خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل زراعي أكثر استدامة. نحن فخورون بتعاوننا مع جامعة الزيد، حيث سيساعد ذلك في تحويل الابتكارات العلمية إلى حلول عملية على الأرض.”
أضاف الدكتور علي الحسن، رئيس قسم العلوم الزراعية في جامعة الزيد: “نحن ملتزمون بتقديم دعم بحثي قوي لتعزيز القطاع الزراعي في الإمارات. هذه الشراكة ستفتح آفاقاً جديدة للبحث المشترك، مما يعزز من قدرتنا على مواجهة التحديات البيئية.”
أهمية الشراكة
تأتي هذه الشراكة في وقت حيوي، حيث يواجه العالم ارتفاع درجات الحرارة وندرة الموارد، مما يهدد الإنتاج الزراعي. في الإمارات، حيث تشكل الزراعة جزءاً أساسياً من التنمية الاقتصادية، ستساهم هذه الشراكة في:
-
تعزيز الابتكار: من خلال دمج الخبرة الأكاديمية مع الخبرة العملية، يمكن تطوير حلول مبتكرة تقلل من التأثير البيئي وتزيد من الكفاءة الزراعية.
-
دعم الاقتصاد المحلي: من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى خلق فرص عمل جديدة في مجالات البحث والتطوير، بالإضافة إلى زيادة الصادرات الزراعية.
-
التأثير الإقليمي: قد تمتد فوائد هذه الشراكة إلى دول الخليج الأخرى، حيث يمكن مشاركة النتائج مع الدول المجاورة لمواجهة التحديات المشتركة.
الخاتمة
تشكل شراكة “زراعة الشارقة” مع جامعة الزيد نموذجاً مشرفاً للتعاون بين القطاع الحكومي والأكاديمي في الإمارات. مع بدء تنفيذ البرامج البحثية، يتوقع الخبراء أن تكشف عن نتائج إيجابية خلال السنوات القليلة القادمة، مما يدعم رؤية الإمارات نحو مستقبل مستدام. هذه الشراكة ليست مجرد اتفاقية، بل هي خطوة نحو بناء جيل جديد من الزراعة الذكية التي تستجيب لاحتياجات العصر الحديث.
للمزيد من التفاصيل، يمكن متابعة المواقع الرسمية لكلا الجهتين، حيث سيتم نشر التحديثات حول التقدم في هذه الشراكة.
تعليقات