شراكة بحثية بين “زراعة الشارقة” وجامعة الذيد
في ظل التطورات السريعة في قطاع الزراعة والتنمية المستدامة في الإمارات العربية المتحدة، أعلنت مؤخراً عن شراكة بحثية استراتيجية بين “زراعة الشارقة”، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن تنظيم وتعزيز القطاع الزراعي في إمارة الشارقة، وجامعة الذيد، المؤسسة التعليمية الرائدة في مجال البحوث العلمية والتكنولوجيا. تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الأبحاث الزراعية، وتطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية والاقتصادية، مما يعزز من مسيرة الإمارات نحو الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي. في هذا المقال، سنستعرض خلفية الشراكة، أهدافها، وتأثيراتها المتوقعة.
خلفية الشراكة
“زراعة الشارقة” هي إحدى الجهات الحكومية التابعة لحكومة الشارقة، وتعمل على دعم المزارعين والمزارع التجارية من خلال برامج تثقيفية وتكنولوجية تهدف إلى زيادة الإنتاجية الزراعية، مع الالتزام بالممارسات المستدامة. في السنوات الأخيرة، واجه القطاع الزراعي في الإمارات تحديات مثل نقص الموارد المائية، تغير المناخ، وارتفاع الطلب على المنتجات الزراعية المحلية. ولهذا السبب، كانت “زراعة الشارقة” دائمة البحث عن شراكات تساعد في توظيف الابتكار العلمي لحل هذه القضايا.
أما جامعة الذيد، فهي جامعة رائدة في مجال البحوث العلمية والتطبيقية، خاصة في قطاعات العلوم الزراعية، الهندسة البيئية، والتكنولوجيا الزراعية. الجامعة، التي تُعد مركزًا للتعلم المتقدم، تضم فرقًا بحثية متخصصة في تطوير تقنيات مثل الزراعة المائية (الهيدروبونيك)، الذكاء الاصطناعي في الزراعة، والاستدامة البيئية. هذه الشراكة تأتي كخطوة طبيعية لبناء جسور بين القطاع الحكومي والأكاديمي لتحقيق أهداف وطنية مشتركة.
تفاصيل الشراكة
تم توقيع اتفاقية الشراكة في حفل رسمي حضره ممثلون من كلا الطرفين، وتشمل الاتفاقية عدة مجالات رئيسية للتعاون. أولاً، سيتم التركيز على أبحاث مشتركة في مجال الزراعة المستدامة، حيث ستساهم جامعة الذيد بفرقها البحثية لتطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة، مثل نظام ري ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل الهدر. ثانياً، ستدعم “زراعة الشارقة” برامج تدريبية لطلاب جامعة الذيد، مما يمنح الطلاب فرصة للتدريب العملي في المزارع والمشاريع الزراعية في الشارقة.
بالإضافة إلى ذلك، ستشمل الشراكة مشاريع بحثية مشتركة لتطوير أنواع جديدة من المحاصيل المقاومة للملوحة، مع الاستفادة من الخبرات العالمية في مجال الجينوم الزراعي. كما سيتم إنشاء مركز بحثي مشترك في الشارقة، يجمع بين موارد الطرفين، ليصبح منصة للتجارب العلمية والنشر العلمي. هذه الجهود ستكون مدعومة بتمويل من الحكومة الإماراتية والمنظمات الدولية المعنية بالتنمية الزراعية.
الفوائد المتوقعة
ستكون فوائد هذه الشراكة واسعة النطاق. أولاً، على مستوى الاقتصاد، من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة الإنتاج الزراعي المحلي، مما يقلل من الاعتماد على الاستيرادات ويحقق الاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل استراتيجية الإمارات الوطنية للتنمية المستدامة. ثانياً، من الناحية البيئية، ستساهم الأبحاث في الحد من التأثير السلبي على البيئة، مثل توفير المياه وتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال ممارسات زراعية صديقة للبيئة.
علاوة على ذلك، ستفتح الشراكة أبواب الفرص للشباب الإماراتي، حيث سيتم تشجيع الطلاب على المشاركة في الأبحاث، مما يعزز من الابتكار ويبني جيلًا من المتخصصين في مجال الزراعة. كما أن هذه التعاونات ستعزز من سمعة الإمارات عالمياً كمركز للابتكار الزراعي، مما قد يجذب الاستثمارات الخارجية والشراكات الدولية.
خاتمة
تشكل شراكة بحثية بين “زراعة الشارقة” وجامعة الذيد خطوة نوعية نحو تحقيق رؤية الإمارات في بناء اقتصاد قوي وعادل. من خلال دمج الجهود الأكاديمية والحكومية، يمكن تحويل التحديات الزراعية إلى فرص نمو، مما يضمن مستقبلاً أكثر استدامة للأجيال القادمة. مع تفعيل هذه الشراكة، يتوقع أن تشهد الإمارات تقدماً كبيراً في قطاع الزراعة، ويصبح نموذجاً يُحتذى به في المنطقة. وفي النهاية، تؤكد هذه الشراكة على أن التعاون بين القطاعين العام والأكاديمي هو مفتاح التقدم في عالم اليوم.
تعليقات