توصلت دراسة حديثة إلى أن النساء اللواتي يتجاهلن موعد الفحص الأول لكشف سرطان الثدي قد يواجهن زيادة في خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 40% على المدى الطويل. الدراسة، التي شملت متابعة أكثر من 400 ألف امرأة، تبرز أهمية الالتزام بالفحوصات الدورية للكشف المبكر عن المرض، الذي يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء.
سرطان الثدي ومخاطره الصحية
في الولايات المتحدة، يحتل سرطان الثدي مرتبة متقدمة كأحد أبرز أسباب الوفيات بين النساء، حيث سجلت أكثر من 279 ألف حالة جديدة في عام 2022، وأودى بحياة أكثر من 42 ألف امرأة في العام التالي. يشير الخبراء إلى أن الكشف المبكر يحسن فرص الشفاء بشكل كبير، حيث يرتفع معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات إلى أكثر من 99% في حالة التشخيص المبكر، مقابل انخفاض إلى حوالي 32% إذا انتشر المرض. كما يتوقع الباحثون ارتفاع حالات الإصابة إلى 3.2 مليون سنويًا بحلول عام 2050، مما يؤكد ضرورة الالتزام بالفحوصات الروتينية.
أورام الثدي وأهمية الكشف الدوري
أما بالنسبة لأورام الثدي، فتشير الدراسة إلى أن النساء اللواتي يتفوّتن الفحص الأول يكن أكثر عرضة لتشخيص المرض في مراحل متقدمة، حيث يكون خطر الإصابة بمرحلة متقدمة أعلى بـ1.5 مرة، وتصل إلى 3.6 مرات في الحالات المتأخرة. هذا يرجع إلى أن التأجيل يؤدي إلى تفويت الفحوصات اللاحقة، بسبب عوامل مثل نقص الوعي أو صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية. يوصي الخبراء ببدء الفحوصات عند سن 40 عامًا لمعظم النساء، مع زيادة التردد لدى اللواتي يواجهن مخاطر أعلى، مثل الإصابة الوراثية أو تاريخ التعرض للإشعاع.
بالإضافة إلى الفحص بالماموغرام، الذي يُعد الأساسي للنساء ذوات الخطر المتوسط، قد يحتجن اللاتي لديهن مخاطر مرتفعة إلى فحوصات إضافية مثل الرنين المغناطيسي أو الاختبارات الجينية. أما الفحص الذاتي، فهو ليس بديلًا عن الفحوصات الطبية، لكنه يساعد في ملاحظة التغييرات مثل الإفرازات أو التورم، التي تتطلب استشارة فورية.
لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، يمكن للنساء اتباع نمط حياة صحي، مثل الإقلاع عن التدخين، تقليل استهلاك الكحول، الحفاظ على وزن مثالي، وممارسة النشاط البدني بانتظام. هذه الخطوات، جنبًا إلى جنب مع الفحوصات الدورية، تساهم في خفض المخاطر وتعزيز الصحة العامة، مما يجعل من الوقاية أداة أساسية في مواجهة هذا التحدي الصحي.
تعليقات