أوروبا تبدأ تطبيق نظام الدخول والخروج الرقمي الأسبوع المقبل.

يُعد نظام الدخول والخروج الأوروبي خطوة مهمة نحو تحديث إجراءات السفر عبر الحدود، حيث يعتمد على التكنولوجيا الرقمية لتبسيط عملية التدقيق. هذا النظام، الذي سيغير كيفية مراقبة الزوار من خارج الاتحاد الأوروبي، يركز على جمع بيانات دقيقة لتعزيز الكفاءة والأمان.

نظام EES في أوروبا

يبدأ تطبيق نظام الدخول والخروج الأوروبي (EES) رسميًا في 12 أكتوبر 2025، حيث سيحل محل الأختام اليدوية التقليدية في جوازات السفر بتسجيل رقمي متكامل. هذا النظام، المصمم خصيصًا للمسافرين غير الأوروبيين عند عبوره مرزقة شنغن، يتضمن جمع بيانات شخصية متقدمة مثل بصمات الأصابع وقياسات الوجه. بفضل هذه الآلية، ستتمكن السلطات الأوروبية من تتبع حركة المسافرين بدقة أكبر، مما يساهم في تسريع إجراءات الدخول والخروج، ويعزز من مكافحة الجرائم المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، ويمنع تجاوز مدة الإقامة المسموح بها. على سبيل المثال، سيتم تخزين هذه البيانات في قواعد بيانات موحدة، مما يقلل من الإجراءات الورقية ويوفر الوقت للمسافرين في المطارات والمعابر الحدودية. مع تطورات التكنولوجيا، من المتوقع أن يقلل هذا النظام من الازدحام في نقاط التفتيش، حيث كانت الطرق التقليدية تتسبب في تأخيرات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، يهدف EES إلى تعزيز الثقة بين الدول الأوروبية من خلال مشاركة معلومات أكثر دقة، مما يدعم السياسات الأمنية العامة للاتحاد الأوروبي.

التحول الرقمي لإجراءات الحدود

مع تطبيق نظام EES تدريجيًا حتى أبريل 2026، يمثل هذا التحول الرقمي خطوة أساسية نحو عصر جديد في إدارة الحدود، حيث يُعرف أيضًا بأنه نظام الرقمنة للسفر عبر أوروبا. هذا النهج الجديد لن يقتصر على جمع البيانات فحسب، بل سيعمل على دمج تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات بسرعة، مما يسمح للسلطات بتحديد أي مخاطر محتملة قبل وقوعها. على سبيل المثال، في حالة وجود مسافر يحاول الدخول بجواز سفر غير صالح، سيتم الكشف عن ذلك فورًا من خلال مقارنة البيانات الرقمية. هذا التحول يعني أيضًا تحسين تجربة السفر للسياح والأعمال، حيث سيتمكن المسافرون من الحصول على معلومات حول دخولهم عبر تطبيقات رقمية، مما يقلل من الضغط على الموظفين الحدوديين. ومع ذلك، يجب على المسافرين الاستعداد لهذه التغييرات من خلال ضمان تطابق بياناتهم، مثل تحديث صورهم الشخصية أو التأكد من سلامة أجهزة التعرف. بعد انطلاق EES، سيتبعه نظام ETIAS في أواخر عام 2026، الذي سيضيف طبقة إضافية من التراخيص الإلكترونية قبل السفر، مما يجعل عملية التخطيط أكثر كفاءة. في المجمل، هذه الإصلاحات الرقمية ستعزز الاقتصاد الأوروبي من خلال جذب المزيد من الزوار، مع الحفاظ على التوازن بين الراحة والأمان. بالنظر إلى التوسع المستمر في قطاع السفر، يُتوقع أن يؤدي هذا النظام إلى زيادة الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، مما يدعم النمو السياحي والتجاري في دول الاتحاد. في الختام، يمثل نظام EES نقلة نوعية تتجاوز مجرد إجراءات حدودية، بل تشكل جزءًا من رؤية أوروبا لمستقبل متكامل وآمن.