رغم قربه الوثيق من نتنياهو.. سر غياب ديرمر عن جولة المفاوضات الأولى حول غزة في مصر!

سيشارك وفد إسرائيلي في جلسات المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، المصرية، دون أن يقودها رئيس الوفد المعين، رون ديرمر، الذي يُعد أحد أبرز المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفقًا لإعلانات رسمية، كان من المقرر أن يتولى ديرمر القيادة، لكنه سينضم لاحقًا، مما يعكس استراتيجية للتركيز أولًا على التفاصيل الدقيقة للعملية.

محادثات وقف إطلاق النار في غزة

يتشكل الوفد الإسرائيلي الحالي من ممثلين عن الجيش الإسرائيلي، والموساد، والشين بيت، بالإضافة إلى أوفير فالك، مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية، وغال هيرش، منسق شؤون الرهائن. هذا التركيب يهدف إلى تعزيز الجهود في مناقشة القضايا الجوهرية، مثل قائمة السجناء الفلسطينيين الذين قد يتم الإفراج عنهم، وتفاصيل خطوط الانسحاب العسكري الإسرائيلي خلال عملية تبادل الأسرى في غزة. وفقًا لمصادر إسرائيلية، يُعتبر غياب ديرمر في المرحلة الأولية خطوة تكتيكية لإنهاء اللمسات الأخيرة على هذه التفاصيل، مما يضمن تقدمًا أكثر كفاءة قبل تدخله الشخصي.

تفاوضات السلام ودور الوسطاء

من المتوقع أن ينضم ديرمر إلى المحادثات بعد الانتهاء من هذه القضايا الأساسية، حيث يُشار إلى أنه سيقدم “الدفعة الأخيرة” لإبرام اتفاق نهائي. ديرمر، الذي يمثل نتنياهو أمام إدارة ترامب والدول العربية، تم تعيينه لقيادة فريق التفاوض في فبراير 2025، بعد إقالة قادة سابقين من الموساد والشين بيت الذين كانوا مسؤولين عن صفقات سابقة في نوفمبر 2023 ويناير 2025. رغم ذلك، لم يؤدِ تعيينه إلى اتفاق جديد مع حماس بشأن إطلاق الرهائن، حيث تم الإفراج عن رهينة واحدة فقط من خلال اتفاق منفصل مع الولايات المتحدة. هذا الوضع يبرز الصعوبات في التوصل إلى تسويات شاملة، خاصة مع التركيز الحالي على وقف القتال وتبادل الأسرى، الذي قد يمهد الطريق لاستقرار أكبر في المنطقة.

في هذه المحادثات، يتم التركيز على أهمية التعاون مع الوسطاء المصريين، الذين يساعدون في تسهيل الحوار بين الأطراف المعنية. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو التوفيق بين المطالب الإسرائيلية للأمن والمطالب الفلسطينية للإفراج عن المعتقلين، مما قد يؤثر على نتائج المفاوضات المستقبلية. عمل ديرمر كممثل رئيسي يعني أنه سيحمل مسؤولية كبيرة في تأكيد التزام إسرائيل بالجهود السلمية، خاصة بعد فشل المحاولات السابقة. في الختام، تُعد هذه الجولة من المفاوضات خطوة حاسمة نحو خفض التوترات، مع التأكيد على أن التقدم يتطلب صبرًا ومرونة من جميع الأطراف.