البطل إسماعيل بيومي يكشف: الرئيس السادات لقبني “قاهر خط بارليف” وزارني أثناء إصابتي

البطل إسماعيل بيومي: قاهر خط بارليف

محافظة الإسماعيلية تبرز كرمز للتضحية في تاريخ مصر، حيث أنجبت العديد من الأبطال والشهداء الذين ساهموا في تحرير الوطن عبر الحروب المختلفة. من بين هؤلاء يشع اسم إسماعيل بيومي كقصة إلهام، حيث ولد في هذه المحافظة ليصبح رمزًا للشجاعة خلال حرب أكتوبر 1973. كان بيومي أحد أبطال سلاح المهندسين في الجيش الثالث الميداني، مساهمًا في عملية تدمير السد الترابي لخط بارليف، الذي وصفته إسرائيل والإعلام الغربي بأنه حاجز لا يقهر. في غضون ثلاث ساعات فقط، حقق الجيش المصري ما اعتبر مستحيلًا، ممهدًا الطريق لعبور القوات وتحقيق نصر أكتوبر الذي يظل مصدر فخر للأمة.

بدأت الفكرة بمقتراح من المقدم باقي زكي يوسف، مستوحاة من تقنيات بناء السد العالي، حيث تم التدريب في مناطق مائية تشبه قناة السويس قبل الحرب. يروي بيومي كيف انضم إلى القوات المسلحة في سن الـ19 عام 1969، وتلقى تدريبًا مكثفًا في كتائب المياه لإزالة التحصينات. في أكتوبر 1973، شارك في المعركة بعد أشهر من الاستعداد، حيث شهد بداية الحرب مع طيران إسرائيلي منخفض ومدفعية ثقيلة. رغم الإصابات التي تعرض لها يوم 7 أكتوبر، مثل الشظايا في وجهه وجسده، رفض ترك الميدان وواصل القتال ليحمي المواقع الحيوية.

إسماعيل بيومي: بطل حرب أكتوبر

استمر بيومي في الاشتباكات حتى يوم 23 أكتوبر في منطقة الحنانين، حيث أصيب بإصابة أخرى في ذراعه اليمنى، لكنه رفض الانصراف عن المهمة لأكثر من ثلاث ساعات رغم النزيف. تم نقله أخيرًا إلى كتيبة طبية في سيناء، ثم إلى مستشفى السويس، حيث قضى 48 ساعة في طريقه إلى العلاج بسبب غلق الكباري. ظل في المستشفى حتى إيقاف إطلاق النار في 17 نوفمبر، ثم نقل إلى مستشفى المعظم في القاهرة لمدة عام. خلال فترة علاجه، زارته السيدة جيهان السادات مع زوجات سفراء، وردًا على عرضها لأي طلب، قال إنه يريد النصر فقط، الذي حققته مصر فعلًا.

في يوغسلافيا، حيث استكمل علاجه، التقى بالرئيس أنور السادات، الذي لقبه بـ”قاهر خط بارليف” في لحظة دعابة وفخر. حصل بيومي على نوط الشجاعة من الدرجة الثانية ودرعي الجيشين الثاني والثالث، بالإضافة إلى تكريمات متكررة من القوات المسلحة. اليوم، يشارك في ندوات توعية للشباب عن حرب أكتوبر، إما من خلال الشئون المعنوية أو هيئة قصور الثقافة، ويعمل متطوعًا في جمعية المحاربين القدامى. في مارس 2016، تم تكريمه مرة أخرى بمناسبة تحرير سيناء، مؤكدًا دوره كرمز للإصرار والوطنية. تقصة حياة إسماعيل بيومي تجسد روح المقاومة المصرية، حيث تحولت تضحياته إلى دروس لأجيال مقبلة عن قيمة الكفاح والنصر.