معرض الإمارات للعطور والعود بالشارقة: احتفال بأشهر العلامات الخليجية
في قلب الإمارات المتحدة، وتحديداً في مدينة الشارقة الزاخرة بالتراث الثقافي، يقام سنوياً معرض الإمارات للعطور والعود، الذي يُعد حدثاً بارزاً يجمع بين الفنون العطرية والتراث الخليجي العتيق. هذا المعرض ليس مجرد عرض تجاري، بل هو احتفال حقيقي بإرث الشرق الأوسط في عالم العطور، حيث يجمع أشهر العلامات التجارية الخليجية، مما يوفر فرصة فريدة للزوار لاستكشاف أحدث الابتكارات والروائح التقليدية. في هذا التقرير، نستعرض أبرز جوانب هذا المعرض الذي يعكس روعة الثقافة العربية.
خلفية المعرض وأهميته
يعود تاريخ معرض الإمارات للعطور والعود إلى جهود الجهات الرسمية في الشارقة لتعزيز الصناعات التراثية، حيث أصبح جزءاً من برنامج الفعاليات الثقافية لإمارة الشارقة، التي تُعرف باسم “عاصمة الثقافة” في الإمارات. يُنظم المعرض عادة في مركز الشارقة للمعارض، ويستمر لعدة أيام، مع إقامة النسخة الأخيرة في أكتوبر 2023، على سبيل المثال. يهدف المعرض إلى تعزيز صناعة العطور، التي تشكل جزءاً أساسياً من الاقتصاد الخليجي، حيث بلغ حجم سوق العطور في الإمارات المتحدة أكثر من 1.5 مليار دولار سنوياً، وفقاً لتقارير دولية.
من جانب آخر، يبرز المعرض دور الخليج في إنتاج العود، الذي يُعتبر أحد أغلى المواد العطرية في العالم. هذا الحدث يجمع بين التراث والحداثة، مما يجعله منصة مثالية للعلامات التجارية الخليجية لعرض منتجاتها أمام الجمهور المحلي والدولي، بما في ذلك السياح والمستثمرين.
أشهر العلامات الخليجية المشاركة
يتميز معرض الإمارات للعطور والعود بجمع نخبة من أشهر العلامات التجارية الخليجية، التي تُمثل قمة الجودة والإبداع في عالم العطور. من بين المشاركين البارزين:
-
علامة عجمال (Ajmal Perfumes): الشركة الإماراتية الشهيرة التي تأسست في دبي، وتُعد من أكبر منتجي العطور في المنطقة. تقدم عجمال مجموعة واسعة من العطور المستوحاة من التراث العربي، بما في ذلك روائح العود النادرة.
-
عبدالصمد القرشي: العلامة السعودية الأيقونية التي تتميز باستخدام مواد طبيعية نقية، مثل العود من جبال جنوب شرق آسيا. يعرضون في المعرض مزيجاً من العطور التقليدية والحديثة، مما يجذب عشاق الروائح الفاخرة.
-
علامات كويتية مثل الراجحي والفرسان: تُقدم هذه العلامات تشكيلة متنوعة من العطور والمنتجات المرتبطة بالعود، مع التركيز على الابتكار والجودة العالية، حيث تجمع بين التقاليد الخليجية والتصاميم العصرية.
-
علامات أخرى من دول الخليج: مثل علامات قطرية وبحرينية، التي تبرز في المعرض منتجاتها الفريدة، مثل العطور المستوحاة من الطبيعة الخليجية.
هذه العلامات ليست فقط تجارية، بل تمثل جزءاً من الهوية الثقافية للمنطقة، حيث يتيح المعرض لزواره فرصة التعرف على تاريخ العطور في الخليج، الذي يعود إلى عصور التجارة القديمة عبر الحرير.
الفعاليات والجوانب الثقافية
لا يقتصر المعرض على عرض المنتجات فحسب، بل يشمل برنامجاً غنياً من الفعاليات التفاعلية. يشمل ذلك ورش عمل حول صناعة العطور، حيث يتعلم الزوار كيفية خلط الروائح واستخراج العود الطبيعي. كما يُقام عروضاً فنية، مثل عروض الرقص الشعبي أو الغناء التقليدي، الذي يرتبط بالتراث العطري.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل المعرض فرصة للتجارة، حيث يجمع بين المصنعين والموزعين، مما يعزز الشراكات الإقليمية. في النسخة الأخيرة، مثلاً، شهدت أرقام المبيعات ارتفاعاً ملحوظاً، مع حضور أكثر من 50 ألف زائر من مختلف الدول.
أهمية المعرض اقتصادياً وثقافياً
يعكس معرض الإمارات للعطور والعود دور الخليج في صناعة العطور العالمية، حيث يساهم في تعزيز السياحة الثقافية ودعم الاقتصاد المحلي. وفقاً للبيانات الرسمية، تسهم صناعة العطور في الإمارات بنسبة 5% من الناتج المحلي، مع نمو متزايد بفضل الاهتمام العالمي بالمنتجات الطبيعية. ثقافياً، يحافظ المعرض على إرث المنطقة، حيث يُذكر الزوار بأهمية العود كرمز للكرم والترف في الثقافة العربية.
في ختام المطاف، يُعد معرض الإمارات للعطور والعود في الشارقة حدثاً لا يفوت، يجمع بين التراث والابتكار، ويبرز أشهر العلامات الخليجية. مع اقتراب النسخة القادمة، يتوقع أن يكون أكبر وأكثر تأثيراً، مما يعزز من مكانة الإمارات كمركز عالمي للعطور. إذا كنت من محبي الروائح الفاخرة، فلا تفوت فرصة زيارة هذا المعرض لتغمر نفسك في عالم من العطور الساحرة.
تعليقات