عاجل: ضغط ترامب ومأزق دقيق يهددان حماس والسلطة الفلسطينية في الفرصة الأخيرة!

في لحظات التوتر العالي، يبدو أن السياسة الأمريكية تحرك خيوط المفاوضات في الشرق الأوسط بيد من حديد، حيث يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى فرض “عصا” ضغط قوي لإنهاء الصراع، بينما يحافظ وزير خارجيته ماركو روبيو على “شعرة معاوية” رفيعة للمناورة والتفاوض. هذه الديناميكية تجسد التوازن الدقيق بين التهديد والحوار، خاصة مع اقتراب المفاوضات في شرم الشيخ، حيث يتباين الرؤى بين طموحات واشنطن للسلام ورغبات تل أبيب في الحفاظ على السيطرة. في هذا السياق، تبرز الضغوط الإنسانية والسياسية على جميع الأطراف، مما يجعل هذه الجولة أكثر من مجرد هدنة مؤقتة.

عصا ترامب وشعرة معاوية: الدبلوماسية الأمريكية في المفاوضات

تعكس سياسة ترامب مزيجًا من الإصرار والرمزية، حيث يعتمد على قوة الضغط لدفع الأطراف نحو اتفاق، في حين يعمل روبيو على خلق مساحات للتنازلات دون التنازل عن المصالح الأمريكية. هذا النهج لم يأتِ عبثًا، بل جاء كرد فعل للإرهاق الداخلي في الولايات المتحدة من الحروب الممتدة، مما يجعل البيت الأبيض يبحث عن انتصار رمزي يعزز صورة ترامب ك”رجل السلام”. ومع ذلك، فإن الفجوة بين الإعلانات الإعلامية والواقع على الأرض تظهر في صور الطائرات الإسرائيلية التي تحلق فوق غزة، وأصوات حماس التي تتردد بين الواقعية والمقاومة. في القاهرة، تتولى مصر دور الوسيط التقليدي، محاولة جمع الخيوط لإعادة تعريف المسألة الفلسطينية، من خلال مناقشة من يحكم غزة وكيفية إدارة السلاح، في نظام يضمن الاستقرار للجميع.

الفرصة النهائية للحركات الفلسطينية

أما في صفوف حماس والسلطة الفلسطينية، فإن اللحظة الحالية تمثل اختبارًا وجوديًا، حيث تواجه حماس معركة داخلية بين الجناح الواقعي الذي يدرك حدود القوة العسكرية، والجناح الذي يرى في التراجع خسارة استراتيجية كبيرة. مصادر عربية تشير إلى أن حماس قد تتجه نحو تسليم جزء من سلاحها مقابل ضمانات دولية، لكن الازدواجية في خطابها تعكس التناقض بين الحاجة إلى الهدنة الإنسانية والالتزام برمزية المقاومة. من جهة أخرى، ترى السلطة الفلسطينية في رام الله هذه الفرصة كآخر محاولة لاستعادة دورها، خاصة مع الضغوط الأمريكية لإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية تحت سلطة مركزية تتحكم في السلاح. وفي تل أبيب، يقف بنيامين نتنياهو بين البرود السياسي والرهان الداخلي، محاولًا تجنب أي اتفاق يُفهم كاستسلام، معتمدًا على دعم واشنطن لتأمين مصالحه. في النهاية، يتحرك الجميع ضمن حدود واقع مرهق، حيث لا يتعلق الأمر بإنهاء الحرب فحسب، بل بإعادة صياغة المشهد السياسي للعقود القادمة، مع تركيز أمريكي على توازن يمنح القدرة على التحكم في الأحداث. هذا الوضع يجعل من شرم الشيخ أكثر من مجرد طاولة تفاوض، بل امتحانًا لإرادات الجميع، حيث قد يؤدي النجاح إلى سلام هش، أو الفشل إلى فوضى جديدة. ومع مرور الساعات، يتضح أن الخيارات الضيقة تفرض نفسها، فالسلام لن يكون كاملاً، والحرب لن تكون مطلقة، بل هدنة مدروسة تحافظ على مصالح كل طرف قدر الإمكان.