كيف غرّت كرة القدم إسرائيل في حرب أكتوبر؟

تبقى حرب أكتوبر المجيدة 1973 لحظة فاصلة في تاريخ مصر، لا تُختزل فقط في صور الدبابات والمدافع، بل كانت معركة شاملة شارك فيها الجميع من موقعه، بما في ذلك الرياضة. وبينما كان الجنود يعبرون القناة رافعين راية النصر، كانت كرة القدم المصرية تؤدي دورًا بالغ الأهمية في خطة الخداع الاستراتيجي التي أربكت العدو الإسرائيلي.

دوري أكتوبر.. المباراة التي أربكت العدو

مع بداية موسم 1973، كانت الدولة المصرية تخطط بحذر لخوض الحرب، وضمن خطة الخداع الكبرى، قررت استمرار بطولة الدوري المصري الممتاز كأن شيئًا لا يحدث، لإيصال رسالة زائفة مفادها أن البلاد بعيدة تمامًا عن التفكير في أي مواجهة عسكرية.

كرة القدم في الحرب.. بين الملعب والجبهة

في السادس من أكتوبر، وبينما كانت القوات المسلحة تبدأ ملحمة العبور التاريخية في الساعة الثانية ظهرًا، كان الملعب يشهد صراعًا رياضيًا بين غزل المحلة والطيران. بدأت المباراة في الساعة 2:30 ظهرًا، أي بعد بدء عملية العبور بنصف ساعة فقط، وشهدت هتافات الجماهير تدعم فريق الطيران في دعم معنوي لسلاح الطيران المصري. انتهت المباراة بالتعادل السلبي، وكانت هذه آخر مباراة في الدوري، حيث قرر اتحاد الكرة إلغاء المسابقة لتفريغ البلاد للمجهود الحربي. الأندية الرياضية ساهمت أيضًا بالتدريب للفدائيين، مما يظهر كيف تحولت الرياضة إلى جزء من المعركة الوطنية. في السياق الرياضي الحديث، يواصل فريق بيراميدز انتصاراته، مثل بلوغه دور الـ32 في دوري أبطال إفريقيا بعد فوزه 3-0 على الجيش الرواندي، مما يعكس استمرارية الروح الوطنية في الملاعب. بين الأمس واليوم، تبقى كرة القدم ساحة للانتصارات، سواء في خداع العدو عام 1973 أو رفع اسم مصر إفريقيًا اليوم.