أكد تقرير حديث أن السلطات السعودية نفذت اعتقالات لعدد من كبار المسؤولين التنفيذيين في مشروع الدرعية، ضمن حملة مستمرة لمكافحة الفساد التي أطلقتها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد. تشمل هذه الاعتقالات مسؤولين حاليين وسابقين في هيئة تطوير المشروع، إلى جانب مقاولين واستشاريين، الذين يواجهون شكوكاً بتورطهم في إساءة استخدام الأموال العامة وترسية عقود بشكل غير نظامي. تستمر التحقيقات دون إصدار بيانات رسمية حول عدد المعتقلين أو تفاصيل التهم، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز الشفافية في مشاريعها الكبرى، وهو جزء من جهود واسعة لتعزيز الحوكمة ومحاسبة الجميع في قطاعات التنمية.
مشروع الدرعية وجهود مكافحة الفساد
يُعد مشروع الدرعية من أبرز المبادرات الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، حيث يهدف إلى تحويل موقع تراثي مدرج في قائمة اليونسكو إلى وجهة سياحية وثقافية متكاملة. يشمل المشروع بناء فنادق فاخرة، مساكن حديثة، شركات تقنية متطورة، ومراكز ثقافية، مع توقعات باستقبال حوالي 50 مليون زائر بحلول عام 2030، وإنشاء أكثر من 178 ألف وظيفة. هذه الجهود ستساهم بحوالي 5 مليارات دولار في الاقتصاد السعودي، مما يدعم تنويع الاقتصاد وتحقيق أهداف رؤية 2030. قيمة المشروع الإجمالية تبلغ 63 مليار دولار، وهو جزء من استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة لتطوير البنية التحتية وتعزيز النمو المستدام.
بالإضافة إلى دوره الاقتصادي، يركز المشروع على الحفاظ على التراث التاريخي، حيث يغطي مساحة تبلغ سبعة كيلومترات مربعة ويشمل تطوير حي الطريف، الذي يمثل جزءاً أساسياً من تاريخ المملكة كمهد للدولة السعودية الأولى. سيضم المشروع متاحف ومعارض، ومنصات تعليمية، ومضمار سباق للفورمولا 1 بطاقة 15 ألف مقعد، بالإضافة إلى شراكات مع علامات تجارية فاخرة عالمية مثل منتجعات “أمان”، التي ستوفر إطلالات مميزة على المواقع التاريخية. هذا التكامل بين التراث والحداثة يجعل من الدرعية وجهة فريدة تجمع بين الاستكشاف الثقافي والترفيه، مما يعزز من جاذبيتها للسياح محلياً ودولياً.
تطوير بوابة الدرعية كمحرك اقتصادي
يُنظر إلى تطوير بوابة الدرعية كخطوة استراتيجية لتحويل المنطقة التاريخية شمال غربي الرياض، التي تعود أصولها إلى القرن الثامن عشر، إلى مركز حيوي يجمع بين الإرث الثقافي والابتكار الحديث. تقع الدرعية بجانب وادي حنيفة، وتشمل أحياء تاريخية مثل الطريف والبجيري، التي تُعد رموزاً للتراث السعودي ومدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 2010. من خلال هذا التطوير، ستصبح المنطقة مكاناً نابضاً بالحياة، يوفر تجارب أصيلة تجمع بين الفنون، الترفيه، والتعليم، مع توفير مساحات سكنية وتجارية تلبي احتياجات المجتمع المعاصر.
يشمل البرنامج بناء فنادق عالمية، مرافق ثقافية، ومناطق تجزئة، ليصبح محطة جذب للسياح الذين يسعون لاستكشاف تاريخ المملكة وأسلوب حياتها التراثي. انطلاقة المشروع، الذي من المقرر الانتهاء منه بحلول أواخر عام 2027، يعكس التزام السعودية بتعزيز التنمية المستدامة من خلال استثمارات ضخمة. في السياق نفسه، تستمر حملة مكافحة الفساد منذ 2017، حيث شملت مسؤولين بارزين وأدت إلى استعادة أصول مالية كبيرة، مما يعزز الثقة في إدارة المشاريع الكبرى ويضمن أن تكون هذه الجهود مدعومة بممارسات مالية شفافة. بذلك، يساهم مشروع الدرعية في تعزيز الاقتصاد الوطني وتعميق التنويع الاقتصادي، مما يجعله نموذجاً للتقدم في ظل رؤية 2030.

تعليقات