برعاية وزير الثقافة.. ينطلق المؤتمر السنوي الرابع لمجمع الملك سلمان العالمي 2025H

الصناعة المعجمية العالمية: التجارب والجهود والآفاق

انطلقت أعمال المؤتمر السنوي الدولي الرابع لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية اليوم في الرياض، برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة ورئيس مجلس أمناء المجمع. حضر الحفل معالي نائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز، والأمين العام للمجمع الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، إلى جانب قيادات ثقافية ومختصين من مختلف الدول. يركز المؤتمر على تعزيز دور اللغة العربية في المشهد الدولي من خلال مناقشة التجارب الناجحة في صناعة المعاجم، الجهود المبذولة، والآفاق المستقبلية، مع الالتزام برؤية السعودية 2030 التي تعزز التنمية الثقافية. في كلمته الافتتاحية، أكد نائب وزير الثقافة على الدور البارز للمملكة في الساحة الثقافية العالمية، حيث يتلقى القطاع الثقافي دعماً مستمراً من القيادة السعودية، مما يعزز من حضور اللغة العربية وتطبيقاتها في مختلف المجالات. وأبرز أن المجمع يمثل امتداداً لهذه الجهود، حيث يعمل على خدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها عالمياً.

في سياق ذلك، أوضح الأمين العام للمجمع أن المؤتمر يعكس التزام المجمع بدعم صناعة المعاجم من خلال تعزيز التعاون مع المؤسسات اللغوية الأخرى. الجلسات الأولى تناولت استعراض التجارب الناجحة ومناقشة التحديات المعاصرة، بما في ذلك دور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير المعاجم. شاركت في هذه الجلسات وزارات وطنية، مجامع لغوية عربية، ومؤسسات دولية مختصة، مما ساهم في تبادل الخبرات حول قضايا التحولات الرقمية وضرورة تكييف المعاجم معها. اليوم الثاني من المؤتمر سيغطي مواضيع متنوعة مثل المعاجم التعليمية والثنائية، الاتجاهات الحديثة في المعاجم العربية، ومعاجم المصطلحات في العلوم والتقنية، بالإضافة إلى جلسات حوارية تركز على تعزيز الشراكات بين الهيئات السعودية والدولية.

تطوير المعاجم العربية: الجهود والابتكارات

يُعد هذا المؤتمر محطةً معرفية مهمة لاستكشاف سبل تطوير صناعة المعاجم، مع التركيز على الابتكارات التي تتوافق مع الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي. يهدف المجمع من خلاله إلى بناء مرجعية علمية عالمية تعزز مكانة اللغة العربية في مجالات السياسات اللغوية، الحوسبة اللغوية، والتعليم، وذلك ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للثقافة تحت مظلة رؤية السعودية 2030. من بين الجوانب الرئيسية، تمت الإشارة إلى أهمية تقديم حلول مبتكرة لتوسيع نطاق المعاجم، مثل دمج التقنيات المتقدمة لجعلها أكثر دقة وإمكانية الوصول. كما أبرز المؤتمر دور المجمع في دعم المبادرات الثقافية التي ترسخ اللغة العربية كأداة للتواصل العالمي، مع الاستفادة من الخبرات الدولية لمواجهة التحديات الراهنة. في الختام، يؤكد هذا الحدث على التزام المملكة بتعزيز الثقافة واللغة، مما يسهم في بناء جسر معرفي بين الثقافات ويعزز التعاون الدولي في مجال اللغويات. هذه الجهود تتجاوز الحدود المحلية لتكون جزءاً من الجهد العالمي في صون التراث اللغوي والتطورات المعاصرة.