محميات الشارقة تستعد للمشاركة في المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة
بقلم: [اسم الكاتب، إذا كان مطلوبًا]
في خطوة تؤكد على التزام الإمارات العربية المتحدة بحماية التراث الطبيعي، تعلن محميات الشارقة عن استعدادها للمشاركة في المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، الذي يُعقد في مدينة جنيف بسويسرا خلال شهر أكتوبر المقبل. هذا الحدث الدولي البارز، الذي ينظمه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، يجمع ممثلي الحكومات، العلماء، والمنظمات البيئية من جميع أنحاء العالم لمناقشة استراتيجيات مكافحة التغير المناخي، الحفاظ على التنوع البيولوجي، وحماية الموائل الطبيعية من التهديدات البشرية.
تُعد محميات الشارقة، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة وصيانة المحميات الطبيعية في إمارة الشارقة، نموذجًا إقليميًا للالتزام البيئي. منذ إنشائها في عام 1997، ساهمت هذه المؤسسة في حماية مناطق طبيعية واسعة، مثل محمية الوادي الذهبي ومحمية منداء، حيث ركزت على حفظ التنوع الحيوي للحيوانات النادرة مثل الظباء العربية والطيور المهاجرة. ومع اقتراب موعد المؤتمر، أكد المسؤولون في محميات الشارقة أنهم يعملون على تطوير برنامج مشاركة شامل، يشمل تقديم بحث علمي حول الجهود الناجحة في الشارقة لمكافحة التصحر والحفاظ على الموارد المائية في بيئة صحراوية قاسية.
التحضيرات المتقنة للمشاركة العالمية
بدأت محميات الشارقة عملية التحضير قبل أشهر من المؤتمر، حيث شكلت فريق عمل متخصص يضم علماء بيئيين، خبراء في السياسات البيئية، ومتخصصين في التواصل. يتضمن البرنامج التحضيري عددًا من الجوانب الرئيسية:
-
إعداد الورقات العلمية والعروض: ستقدم محميات الشارقة ورقتين بحثيتين في المؤتمر. الأولى تتناول نجاح برنامج إعادة تأهيل الغابات في الشارقة، الذي أدى إلى زيادة مساحة الغطاء النباتي بنسبة 30% خلال العقد الماضي. أما الثانية، فتركز على دور التكنولوجيا في مراقبة الحياة البرية، حيث استخدمت الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي لتتبع أنماط الهجرة للحيوانات النادرة. هذه المشاركات تهدف إلى مشاركة الخبرات الإماراتية مع الدول الأخرى لتعزيز التعاون الدولي.
-
تدريب الوفد: خضع أعضاء الوفد، البالغ عددهم سبعة أشخاص، لورش عمل مكثفة لتعزيز مهاراتهم في الاتصال والمناقشة. كما عقدت جلسات حوار مع خبراء دوليين لضمان أن تكون مساهمات الشارقة متناسقة مع أهداف المؤتمر، مثل اتفاقية باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
-
التركيز على القضايا المحلية ذات الصلة العالمية: تعتبر الشارقة نموذجًا للتكيف مع التحديات البيئية في المناطق الجافة. ستناقش الوفد قضايا مثل تأثير الارتفاع في درجات الحرارة على التنوع البيولوجي، وكيفية دمج السياحة المستدامة مع الحفاظ على المحميات، مما يعكس التزام الإمارات برؤية 2071 للتنمية المستدامة.
أهمية المؤتمر ودور الشارقة
يعقد المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة كل أربع سنوات، ويُعتبر منصة رئيسية لصياغة السياسات العالمية لمكافحة فقدان التنوع البيولوجي، الذي يهدد أكثر من مليون نوع حيواني ونباتي وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. في هذا السياق، تشكل مشاركة محميات الشارقة فرصة لتعزيز مكانة الإمارات كقائد إقليمي في المجال البيئي. كما أنها تفتح أبواب التعاون مع دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، لتبادل التقنيات والتمويل للمشاريع البيئية.
في الختام، إن استعداد محميات الشارقة للمؤتمر يعكس التزام الإمارة بالمسؤولية البيئية العالمية، ويؤكد أن الحفاظ على الطبيعة ليس مجرد واجب محلي، بل مسؤولية جماعية. من خلال هذه المشاركة، ستساهم الشارقة في رسم خارطة طريق لمستقبل أكثر استدامة، حيث يمكن للإرث الطبيعي أن يستمر لأجيال قادمة. وفي ظل التحديات المناخية المتزايدة، يأمل الجميع أن تكون هذه المبادرة بداية لتغييرات إيجابية على مستوى العالم.
تم النشر في: [تاريخ النشر، إذا كان مطلوبًا].
تعليقات