تشتعل أجواء حربية مشتعلة في شيكاغو، مع تصاعد التوترات العنيفة!

في شيكاغو، أصبحت الشوارع مسارح لعمليات أمنية مكثفة نفذتها قوات الهجرة الأمريكية الفيدرالية، حيث استخدمت طائرات مروحية وغازات كيميائية في حملة غير مسبوقة. هذه الإجراءات، التي وُصفت بأنها تشبه أجواء الحرب، تحولت إلى سبب رئيسي للتوتر والاشتباكات بين السكان والسلطات، حيث شهدت الأحياء تحولاً درامياً إلى مناطق مشحونة بالخوف والغضب. سكان المدينة، وهم يعانون من هذه الغارات الليلية، يشكون من استهدافهم بشكل عشوائي في بعض الأحيان، مما أثار موجات من الاحتجاجات والاتهامات بالإفراط في استخدام القوة.

مداهمات الهجرة في الولايات المتحدة

يُعد هذا النشاط جزءاً من حملة واسعة لتعزيز الرقابة على المهاجرين، حيث شملت المداهمات استخدام طائرات مروحية للهبوط في مجمعات سكنية، ونشر غازات مسيلة للدموع قرب مدارس ومنشآت عامة. هذه العمليات أدت إلى اعتقال أكثر من ألف شخص منذ بدايتها الشهر الماضي، بما في ذلك أفراد يحملون وضعاً قانونياً أو حتى مواطنين أمريكيين، وفق تقارير من سكان ومنظمات حقوقية. في قلب المدينة، التي تضم حوالي 2.7 مليون نسمة، تحولت هذه الإجراءات إلى مصدر للعنف اليومي، حيث يتم الاعتداء على الأسر بشكل مفاجئ، مما خلق جواً من الرعب يؤثر على كل فئات المجتمع. على سبيل المثال، شهدت عملية في حي “ساوث شور”، الذي يسكنه غالبية من الأفارقة الأمريكيين، تدخلاً سافراً لم يكن مقتصراً على المهاجرين، بل امتد إلى الأطفال والأبرياء، مما دفع مسؤولين محليين إلى وصفها بأنها “ساحة حرب”.

عمليات الاعتقال والتدخل

مع تكرار هذه العمليات، بدأت السلطات في اللجوء إلى أساليب أكثر عدوانية، مثل استخدام الشاحنات المدرعة وطائرات الهبوط السريع لاقتحام المباني السكنية. في إحدى الحوادث، تم تطويق مبنى من خمسة طوابق باستخدام حبال من طائرات مروحية، ثم الاعتداء على السكان أثناء نومهم، مع استخدام أربطة بلاستيكية لتقييدهم. هذه الأساليب لم تقتصر على البالغين، بل شملت أطفالاً أبعدوا عن عائلاتهم، مما أثار غضباً واسعاً ودعوات للتحقيق من قبل حاكم الولاية جي بي بريتسكر، الذي أكد أن مثل هذه الطرق العسكرية غير مقبولة ضد الأبرياء. كما اتهمت وزارة الأمن الداخلي هذه العمليات باستهداف أفراد مرتبطين بعصابات إجرامية، مثل “ترين دي أراجوا”، لكن التقارير تشير إلى أن الاعتقالات كانت غالباً ما تكون عشوائية، مع عدم تقديم تفاصيل كافية حول كيفية التعامل مع الأطفال أو المدنيين.

في السياق نفسه، تجاوز عدد البلاغات عن هذه الإجراءات الثمانمائة اتصال على خطوط السخونة المخصصة، حيث وصف ناشطون وسياسيون مثل ليليان خيمينيز هذه الحملة بأنها “جيش غازٍ” ينتهك الحريات الأساسية. الاستخدام المتكرر للغازات الكيميائية، التي كانت في البداية مخصصة للسيطرة على المتظاهرين، انتقل الآن إلى الشوارع العادية، مما زاد من التوتر وأدى إلى مواجهات يومية. هذه الأحداث لم تقتصر على شيكاغو فحسب، بل تعكس سياسة أوسع لإدارة الرئيس دونالد ترمب في تعزيز عمليات الترحيل، بما في ذلك نشر قوات من الحرس الوطني. مع ذلك، فإن الدعوات المتزايدة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين لوقف هذه المداهمات تبرز الجدل حول تأثيرها على المجتمع، حيث يُرى أنها ليس فقط تنتهك القوانين بل تهدد الأمن الاجتماعي والاستقرار في ثالث أكبر مدن الولايات المتحدة. في النهاية، يبقى السؤال قائماً حول ما إذا كانت هذه الإجراءات ستؤدي إلى حلول دائمة أم إلى تعميق الصراعات داخل الأحياء.