نتنياهو يؤكد: إسرائيل لن تسمح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على غزة!

في اللحظة التي يتركز فيها الاهتمام الدولي على القاهرة، حيث تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، يبرز دور الوساطة المصرية والقطرية في محاولة تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية لإنهاء النزاع في غزة. خلال هذه الجلسات، أكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على موقف حكومته الثابت بأن إسرائيل لن تقبل بأي شكل من الأشكال سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع بعد الحرب، مضيفًا أن بلاده ستتولى مسؤولية مشاركة في عملية نزع السلاح الكامل هناك. هذه التصريحات تأتي وسط جهود مكثفة لتقليل التوترات والبحث عن حلول دائمة، مع التركيز على تغيير جذري في الواقع الأمني داخل غزة.

المفاوضات الدولية في القاهرة

تستمر المفاوضات في القاهرة بوتيرة سريعة، مع إصرار إسرائيل على عدم التنازل عن شروطها الرئيسية، حيث أعلن نتنياهو أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يمنع أي ممثل من حماس أو السلطة الفلسطينية من تولي إدارة غزة، معتبرًا ذلك ضروريًا لضمان أمن إسرائيلي طويل الأمد. في السياق نفسه، شدد على أن نزع السلاح بالكامل في القطاع هو شرط أساسي لا يقبل التفاويض، مشددًا على أهمية تفعيل هذا المطلب قبل أي خطوات أخرى. بالنسبة لقضية الرهائن، أكد نتنياهو أن حكومته لن تتقدم في تنفيذ أي جزء من الخطة الأمريكية إلا بعد إطلاق سراح كل الرهائن، سواء الأحياء أو الأموات، محذرًا من أن انقضاء المهلة المحددة سيؤدي إلى استئناف العمليات العسكرية بدعم دولي كامل. هذه المواقف تعكس التعقيدات التي تواجه الجهود الدبلوماسية، حيث يسعى الوسطاء للتوفيق بين المطالب المتباينة للأطراف المعنية.

الحوارات التقنية للتسوية

مع تزايد المؤشرات على تقدم محدود في المفاوضات، أعلنت السلطات المصرية عن استضافة وفود من حماس وإسرائيل لمناقشة تبادل الأسرى والبدء في تطبيق المرحلة الأولى من الخطة. وفقًا للمصادر الدبلوماسية، ستبدأ هذه الجلسات التقنية في شرم الشيخ، مع وصول وفد حماس من الدوحة اليوم، بينما يتوجه الوفد القطري غدًا للمشاركة. من جانب أمريكي، يساهم المبعوث ستيف ويتكوف في هذه الجهود، إذ يتوجه إلى مصر لإدارة المحادثات المتعلقة بتنفيذ الخطة، مع مشاركة جاريد كوشنر لتعزيز الجهود الأمريكية. هذه الخطوات تبرز التزام الإدارة الأمريكية بالوصول إلى اتفاق، رغم التحفظات التي أبدتها جميع الأطراف على بعض النقاط في الاقتراح الذي يضم 20 نقطة لإنهاء النزاع. على الرغم من ذلك، يُعتبر إرسال وفد رفيع المستوى دليلاً على جدية واشنطن في التغلب على التحديات، مع التركيز على جوانب مثل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في غزة. في هذا السياق، تستمر المفاوضات في استكشاف حلول عملية، حيث يتم مناقشة آليات نزع السلاح وإعادة هيكلة الإدارة في القطاع، مع الحرص على تجنب أي تفاقم للوضع الأمني. هذه الجلسات تشكل خطوة حاسمة نحو تهدئة التوترات، مع الاعتراف بأن أي تسوية ناجحة تحتاج إلى مرونة من جميع المتورطين لتجاوز الفجوات الموجودة. في الختام، يبقى التركيز على بناء توافق يضمن السلام المستدام، مع النظر في التداعيات الإقليمية لأي اتفاق محتمل.