نبيلة مكي التونسي هي إحدى الشخصيات البارزة في مجال الهندسة والإدارة في المملكة العربية السعودية، حيث تركت بصمة قوية في صناعة الطاقة.
نبيلة التونسي: مهندسة تنفيذية بارزة
نبيلة مكي التونسي، المولودة في عام 1959، هي مهندسة تنفيذية سعودية لامعة عملت في شركة أرامكو السعودية منذ عام 2015، حيث تقلدت آخر المناصب الرئيسية ككبيرة المهندسين. قبل ذلك، شغلت منصباً هاماً كمديرة قطاع الهندسة في مشروع مصفاة رأس تنورة الهائل، الذي بلغت تكلفته 25 مليار دولار. إنجازاتها لم تقتصر على ذلك، إذ اختيرت ضمن قائمة أفضل 25 امرأة ذات تأثير في إدارة المشاريع عالمياً لعام 2006 من قبل معهد إدارة المشاريع الأمريكي، الذي يجمع أكثر من 200 ألف عضو دولياً. نبيلة التونسي ابنة اللواء مكي التونسي، وقد غادرت الرياض في سن السابعة عشر للدراسة في الولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والحاسوب من جامعة بورتلاند في عام 1980، ثم درجة الماجستير في هندسة الحاسب الآلي من جامعة أوريغون. كما اكتسبت خبرات إضافية من خلال برامج تطويرية، مثل شهادة برنامج العمل التنفيذي من جامعة ستانفورد لإدارة الأعمال في عام 2007، وشهادة برنامج التطوير الإداري من جامعة فرجينيا في عام 2004. بدأت مسيرتها المهنية في أرامكو السعودية عام 1982 كمهندسة نظم معلومات، ثم تطورت مع السنوات لتعمل في قطاع الهندسة وإدارة المشاريع منذ مارس 1984. خضعت لتدرج وظيفي ملحوظ، حيث شغلت مناصب متعددة مثل مهندسة مشاريع، ومهندسة مراقبة أساليب التصنيع، ومهندسة مشاريع أعلى، ورئيسة وحدة الخدمات الفنية، ورئيسة وحدة تخطيط نظم الشبكات الكهربائية وتقنية المعلومات. هذه الخبرات المتنوعة بنت مهاراتها في إدارة المشاريع وصقلت كفاءتها الفنية، مما مكنها من قيادة مبادرات رئيسية مثل تطوير استخدام تقنية المعلومات في الشركة، حيث أطلقت فريقاً متخصصاً جمع خبراء فنيين ومستخدمين لتحسين الأساليب القائمة، مما أدى إلى انتشار واسع للتكنولوجيا في جميع أقسام أرامكو. كذلك، أشرف على مشروع لتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية، الذي لم يحقق توفيرات كبيرة فقط، بل ساهم في توليد إيرادات إضافية من خلال طريقة التوليد المزدوج للطاقة، حيث استغل حرارتها المهدرة سابقاً.
إنجازات القائدة التنفيذية
تُعد نبيلة التونسي قدوة للنساء في مجال الهندسة والإدارة، حيث جمعت بين التميز الأكاديمي والمهني مع سلسلة من الجوائز والتكريمات. من بين أبرزها، حصلت على جائزة المهندس المميز من أكاديمية جامعة ولاية أوريغون، وجائزة أكثر 25 امرأة تأثيراً في إدارة المشاريع من مجلة معهد إدارة المشاريع في عام 2012. كما منحتها مجلة فوربس الشرق الأوسط لقب أقوى امرأة عربية في الإدارة التنفيذية في عام 2014. أما في عام 2006، فقد حازت على جائزة أفضل 25 امرأة ذات أثر فعال في إدارة المشاريع من معهد إدارة المشاريع الأمريكي. في عام 2015، نالت جائزة المرأة العربية من المملكة العربية السعودية للطاقة، مقدمة من قبل الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، بالإضافة إلى جائزة مشروع رأس تنورة المتكامل في عام 2008. هذه الإنجازات تعكس دورها في تعزيز الابتكار والكفاءة في صناعة الطاقة، حيث ساهمت في تحسين عمليات أرامكو ودفعها نحو الممارسات المستدامة. على مدار مسيرتها المهنية الطويلة، أظهرت نبيلة التونسي قيادة قوية في مواجهة التحديات، مما جعلها مصدر إلهام للعديد من المهندسات والمديرات في المنطقة. تعتبر خبرتها في إدارة المشاريع الكبيرة، مثل تلك المتعلقة بتقنية المعلومات والطاقة، نموذجاً للتنمية المستدامة، حيث ساعدت في تطوير استراتيجيات تقلل من الهدر وتعزز الإنتاجية. هذا النهج لم يكن محصوراً على الجانب الفني، بل امتد إلى بناء فرق عمل فعالة، كما في مبادرة فريق دراسة أساليب تقنية المعلومات، الذي أدى إلى تحسينات شاملة في الشركة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مساهمتها في مشاريع الطاقة المبتكرة، مثل توليد الطاقة المزدوج، أبرزت رؤيتها الاستراتيجية، مما يعكس كيف أصبحت رمزاً للتميز في عالم الأعمال. بشكل عام، يمكن القول إن نبيلة التونسي ليس فقط مهندسة بارعة، بل قائدة تنفيذية غيّرت قواعد اللعبة في مجال الطاقة بالمملكة، مما يجعلها إضافة قيمة للتنمية الاقتصادية. مع استمرارها في تحقيق المزيد، تبقى قصتها مصدراً للإلهام للأجيال الجديدة من النساء في مجالات الهندسة والإدارة.
تعليقات