الزمالك ينسحب من بطولة أفريقيا لكرة اليد ويخطر الاتحاد الرسمي اليوم

في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الرياضية في مصر جدلاً حاداً حول مستقبل فريق كرة اليد بنادي الزمالك، مع تركيز إعلامي كبير على قرار النادي الذي أثار مخاوف حول استمرارية المنافسات القارية. الزمالك، كواحد من أبرز الأندية الأفريقية، يواجه تحديات مالية وفنية تجعله يعيد تقييم مشاركاته الدولية، مما يعكس واقعاً أوسع للرياضة المصرية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

الزمالك يعتذر عن بطولة أفريقيا لكرة اليد

قرر مسئولو نادي الزمالك، أحد أعمدة الرياضة المصرية، إرسال رسمي للاعتذار عن المشاركة في بطولة أفريقيا للأندية لرجال كرة اليد، التي كانت مقررة بين 11 و20 أكتوبر الجاري. هذا القرار، الذي تم إبلاغ الاتحاد الأفريقي به اليوم، يأتي كردة فعل مباشرة لأداء الفريق في بطولة العالم للأندية الأخيرة، حيث لم يعرض اللاعبون مستوى يتناسب مع تاريخ النادي العريق. وفقاً لمصادر داخلية، فإن عدم الرضا عن الأداء لم يكن السبب الوحيد، بل تأثرت القرارات أيضاً بعدم توافر السيولة المالية اللازمة لتغطية تكاليف المشاركة، مثل السفر والإقامة والتدريبات. هذا الإعتذار يعد خطوة استراتيجية لإعادة ترتيب أولويات النادي، مع التركيز على تعزيز القاعدة المالية والفنية للفريق، خاصة في ظل المنافسات الداخلية والدولية المتزايدة.

انسحاب الزمالك من المنافسات القارية

بالإضافة إلى الاعتبارات المالية، يرتبط قرار الانسحاب بتغييرات إدارية وفنية داخل الفريق، حيث يسعى مسئولو النادي إلى إنهاء ملف تعيين خليفة المدير الفني السابق، الفرنسي فرانك موريس، الذي غادر المنصب بسبب سلسلة من النتائج السلبية. موريس، الذي تولى القيادة الفنية لفترة قصيرة، واجه انتقادات شديدة بعد خسارة واضحة أمام برشلونة بنتيجة 47-25 في بطولة العالم للأندية، التي أقيمت بالعاصمة الإدارية الجديدة. هذه الهزيمة لم تكن حدثاً عابراً، بل أبرزت ضعف الإعداد والتدريب، مما دفع الإدارة إلى اتخاذ قرارات صارمة لاستبداله بقيادة فنية مصرية، معتمدين على خبرات محلية لتعزيز الروح القتالية. في الوقت الحالي، يقود الفريق بشكل مؤقت المدير الفني محمد رمضان، بالتعاون مع محمد عبد السلام “ريشة”، الذي كان مساعداً لموريس، لإكمال مباريات ترتيب المراكز في البطولة العالمية.

بالرغم من التحديات، حقق الزمالك مركزاً خامساً في بطولة العالم المذكورة، من خلال فوزه الأول على الشارقة الإماراتي، تليها مواجهة انتهت بالتعادل مع نفس الفريق. هذه النتائج، على الرغم من كونها متوسطة، تشير إلى إمكانيات الفريق إذا تم دعمه بشكل أفضل، مما يدفع الإدارة إلى العمل على استراتيجيات طويلة الأمد. يتزامن هذا مع رغبة النادي في تعزيز الاستقرار الإداري، حيث يتمسك مسئولوه بالقيادة المحلية لضمان توافق أكبر مع الثقافة الرياضية المصرية. في المستقبل، قد يؤدي هذا الإعتذار إلى إعادة هيكلة شاملة لبرنامج كرة اليد، مع التركيز على تطوير اللاعبين المحليين وجذب الرعاة لتغطية الاحتياجات المالية. من المهم أن نلاحظ أن هذا القرار لن يؤثر فقط على الزمالك، بل قد يعكس اتجاهات أوسع في الرياضة الأفريقية، حيث يواجه العديد من الأندية صعوبات مماثلة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية. ومع ذلك، يبقى الزمالك ملتزماً باسمه التاريخي، سعياً للعودة إلى المنافسات بقوة أكبر في المواسم القادمة.