جيهان السادات تكشف كواليس الألم في آخر يوم لبطل الحرب والسلام

جيهان السادات، الزوجة المخلصة للرئيس الراحل أنور السادات، قد شاركت في سيرتها الذاتية تفاصيل مؤثرة عن اللحظات الأخيرة في حياة زوجها، الذي يُلقب ببطل الحرب والسلام. كانت تلك الروايات تعكس مزيجًا من القلق العميق والفخر الشديد، حيث رسمت صورة حية ليوم fateه كان مليئًا بالرموز الوطنية والعواطف الشخصية. في ذلك اليوم، شعرت جيهان بشعور غامض بالتوتر، كأنها تتنبأ بأحداث كبيرة، مما دفعها للتحذير من المخاطر المحتملة. هذه اللحظات لم تكن مجرد ذكريات عابرة، بل كانت تُمثل جزءًا أساسيًا من تاريخ مصر الحديث، حيث اختلطت السياسة بالإنسانية في قصة حب وتضحية.

لحظات الألم: كواليس اليوم الأخير لأنور السادات

في روايتها، تتذكر جيهان السادات كيف كان ذلك اليوم يومًا غير عادي، مليئًا بالأحداث التي تجسد شخصية زوجها كقائد وأب. قبل توجهه إلى الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، حاولت إقناعه بارتداء قميص واق للرصاص، مستندة إلى حدسها الداخلي بأن شيئًا خطيرًا قد يحدث. ومع ذلك، رفض السادات بهدوء، قائلاً لها كلمات تعبر عن إيمانه القوي بالقدر: “خليكي مؤمنة.. وقت ما قدري يخلص، مفيش حاجة هتزود عمري ولا هتنقصه لحظة”. هذه الكلمات، كما وصفتها، كانت تعكس ثقته الشديدة بقراراته واعتقاده بأن الواجب الوطني يتجاوز الخوف الشخصي. كما أبرزت جيهان كيف حرص السادات على اصطحاب حفيده شريف إلى العرض العسكري، رغبة منه في تعزيز الروح الوطنية لدى الأجيال الشابة. قالت إن ذلك الخيار كان تعبيرًا عن رؤيته للمستقبل، حيث أراد أن يقول: “خليه يحضر حتى يكبر وعينه على جيش بلده، يشوفه ويفتخر به”. هذه التفاصيل تضيف عمقًا إنسانيًا إلى شخصية السادات، الذي كان يرى في كل حدث فرصة لتربية الشباب على قيم الوطنية والفخر.

بعد وقوع الحادث المأساوي، وجدت جيهان نفسها في قلب العاصفة العاطفية. توجهت فورًا إلى مستشفى المعادي، حيث لاحظت حالة من البكاء الجماعي بين الموجودين، من ممرضين وأطباء، مما يعكس مدى الاحترام والحب للسادات. رغم ذلك، حافظت هي على مظهر من التأني والقوة، متجنبة إظهار أي دموع أمام الآخرين، كما لو كانت تحمل مسؤولية التماسك من أجل الجميع. لكن عندما دخلت غرفة الحجز وواجهت الواقع، انهارت تمامًا، معلنة عن عاطفتها الغمرة التي كانت محبوسة. منذ تلك اللحظة، تحول منزلها إلى مركز للتعازي من مختلف دول العالم، مما جعل اليوم محفورًا في ذاكرتها إلى الأبد. وفي كل مرة تروي فيها هذه التفاصيل، تؤكد جيهان على فخرها بزوجها، الذي كرس حياته لأهداف عظيمة، مثل ضمان حياة سلام للأجيال القادمة دون حروب. هذه الرواية ليست مجرد سرد لأحداث، بل هي شهادة على قوة الإرادة والتفاني في سبيل الوطن.

ذكريات الفراق: رواية جيهان للأيام الدامية

مع مرور السنين، تحولت ذكريات جيهان السادات إلى دروس حية في الصمود والتضحية. في تلك الأيام، لم تكن مجرد زوجة، بل شاهدة على تاريخ مصري كبير، حيث اختلطت اللحظات الشخصية بالأحداث الوطنية الكبرى. كانت ذكرياتها تتجاوز الفقدان الشخصي لتشمل إرث زوجها كمنقذ للأمة، الذي سعى دائمًا للسلام رغم التحديات. هذه القصة تعكس كيف أثرت تلك الأحداث على حياتها اللاحقة، حيث أصبحت رمزًا للصبر النسائي في وجه المصائب. في كل تفصيل، تبرز جيهان كيف كان السادات يفضل السلام على الحرب، مضحيًا بنفسه من أجل مستقبل أفضل. هذه الرواية، التي ترويها بصدق، تذكرنا بأهمية الحفاظ على الذكرى، كخطوة نحو بناء مجتمع أكثر سلامًا واستقرارًا.