قصة بطولة وطنية تاريخية: الأهلي والزمالك يصنعان الملحمة في ملعب الكرامة أثناء حرب أكتوبر

تحتفل مصر اليوم بالذكرى الثانية والخمسين لنصر أكتوبر، الذي يمثل ذروة الشجاعة الوطنية وروح التحدي. في ذلك اليوم التاريخي، كان الجيش المصري رمزًا للإصرار، حيث تمكن من تحقيق معجزة العبور رغم الصعاب، مؤكدًا على قدرة الإنسان المصري في أحلك الظروف. لم يقتصر هذا النصر على ساحات القتال، بل امتد إلى كل جوانب الحياة، بما في ذلك دور الأندية الرياضية الكبرى مثل الأهلي والزمالك، التي ساهمت في تعزيز الروح الوطنية والدعم للقوات المسلحة. هذه القصة تجسد كيف تحولت ملاعب الكرة إلى ساحات بطولة وطنية، حيث وقف الأهلي والزمالك جنبًا إلى جنب مع الوطن في لحظاته الأعظم.

بطولة وطنية للأهلي والزمالك في حرب أكتوبر

منذ اندلاع حرب يونيو 1967، بدأ النادي الأهلي في مساندة القوات المسلحة بطرق متنوعة، حيث حوّل ملاعبه إلى مراكز تدريب عسكرية وشارك في تنظيم حملات تبرعات ودورات تدريب للممرضات المتطوعات. خلال أيام حرب أكتوبر، تجلى التزام الأهلي بالوطن بشكل جلي، إذ قدم أكثر من 8 آلاف عضو تبرعات بالدم، مما ساهم في دعم الجهود الطبية. لم يقتصر الأمر على الدعم المادي، فقد شارك العديد من أعضاء النادي في القتال مباشرة، مثل الراحل محمود الجوهري، الذي كان مقدما في سلاح الإشارة وتدرج ليصبح عميدًا، وسمير زاهر، الذي استدعي للخدمة قبل الحرب بفترة قصيرة. هذه المساهمات جعلت من الأهلي رمزًا للولاء الوطني، حيث اندمجت روح الكرة مع روح المقاومة، مما عزز من مكانة النادي كجزء أصيل من تاريخ مصر.

الإنجاز الوطني في ساحات الكرامة

أما الزمالك، فقد كان له دور مميز في تعزيز الروح الوطنية، خاصة خلال حرب يونيو 1967 عندما استضاف إدارة النادي، برئاسة محمد حلمي زامورا، فريق الإسماعيلي في ميت عقبة، وهو ما قدم بيئة مستقرة وداعمة ساهمت في تعزيز أداء الفريق فيما بعد. هذا التعاون لم يكن مجرد دعم رياضي، بل كان تعبيرًا عن الوحدة الوطنية في وجه التحديات. خلال حرب أكتوبر، ساهم أعضاء الزمالك في القتال، مثل حمادة إمام وصبري سراج ومحمد عبد العزيز قابيل، الذين انضموا إلى خطوط الدفاع وضحوا من أجل الوطن. هذه الجهود أكدت على أن الزمالك لم يكن مجرد ناد رياضي، بل جزء من المقاومة الشاملة، حيث تحولت ملاعبه إلى رمز للكرامة الوطنية. بفضل هذه الإسهامات، حقق النادي إنجازات أفريقية لاحقة، مما يعكس كيف أثرت البطولة الوطنية على الإرث الرياضي. على مدار هذه الأحداث، ظهرت صورة مصر كأمة موحدة، حيث الرياضة والوطنية يتداخلان ليخلقا قصة خالدة من التضحية والانتصار، مما يستمر في إلهام الأجيال القادمة بقيم الكرامة والتعاون. هذه الرواية تذكرنا بأن النصر لم يكن حربًا فقط، بل كان تكاملًا لجهود الشعب في جميع المجالات.