عاجل: كشف السبب وراء تنازل المقاومة عن ملف الأسرى.. ظهور كوشنر يثير الانتباه وتواريخ المفاوضات تشير إلى رمزية عميقة!
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن رد المقاومة الفلسطينية على المبادرة الأمريكية كشف عن تحولات مهمة في إدارة الصراع، حيث أظهرت المقاومة قدرة على تقييم الواقع بدقة، مما دفعها إلى التنازل عن ملف الأسرى مقابل استراتيجيات أكثر تأثيرًا. وفقًا لأبو زيد، فإن هذا الخيار جاء كرد فعل محسوب لتغير دور ورقة الأسرى، التي لم تعد تمثل ضغطًا فعالًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن تحولت إلى مبرر لاستمرار عملياته العسكرية في غزة. بدلاً من ذلك، ركزت المقاومة على استغلال العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل، مستبدلة تلك الورقة بأخرى تعتمد على دعم المجتمع الدولي، الذي يزيد من الضغط السياسي والأخلاقي عليها.
أبو زيد والتنازل الاستراتيجي للمقاومة
من جانبه، أكد أبو زيد في حديثه أن تسليم الأسرى سيمنع نتنياهو من استخدام أي ذريعة إعلامية لتبرير استمرار عدوانه، مما يعزز موقف المقاومة في الساحة الدولية. وأضاف أن هذا الخيار يعكس تقديراً دقيقاً للمتغيرات، حيث سيؤدي أي عودة للقتال من قبل إسرائيل إلى قلب الرأي العام الغربي ضدها، كما أشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى أن الهدف من المبادرة هو مساعدة إسرائيل على الخروج من عزلتها. كما لفت أبو زيد إلى الدلالات الرمزية في اختيار مصر لموعد المفاوضات في 6 أكتوبر، الذي يتزامن مع ذكرى حرب أكتوبر والتي شكلت نصرًا تاريخيًا لمصر ضد إسرائيل، مع إقامة الاجتماعات في العريش، موقع يحمل معاني تذكير بالماضي وإشارة إلى تماسك الجبهة العربية. وتابع بأن الـ7 من أكتوبر يمثل رمزية خاصة للمقاومة، بينما يصادف الـ10 من أكتوبر إعلان جائزة نوبل للسلام، وهو تاريخ قد يدفع ترامب للضغط من أجل إنجاز دبلوماسي لتعزيز موقفه.
أما بخصوص مشاركة جاريد كوشنر في المفاوضات، فقد وصفه أبو زيد بأنه خطوة بارزة تشير إلى تدخل ترامب مباشرة لإنهاء الأزمة، ربما من خلال تبادل تنازلات ترتبط بملفات إقليمية مثل اتفاقيات التطبيع، نظرًا لأن كوشنر كان أحد مهندسي الاتفاق الإبراهيمي. في الختام، يرى أبو زيد أن جميع المؤشرات تشير إلى أن فرص نجاح المرحلة الأولى من الخطة أكبر من فرص فشلها، مع زخم دولي وإقليمي يدعم المفاوضات، مما يعني أن المقاومة قد خطت خطوة مدروسة نحو حل أوسع.
رأي الخبير في وجود كوشنر ودلالات التواريخ
ومع ذلك، يلفت أبو زيد إلى أن وجود كوشنر ليس مجرد تفصيل، بل إشارة إلى توازن جديد في الدبلوماسية، حيث يسعى ترامب إلى استغلال نفوذه لتحقيق تقدم سريع، خاصة مع اقتراب تواريخ رمزية مثل إعلان جوائز نوبل. هذا التحرك يعكس كيف أن المفاوضات لم تعد محصورة في ملف الأسرى وحده، بل تشمل تحالفات أوسع قد تغير مسار الصراع. في السياق نفسه، أبرز أبو زيد أن اختيار المواعيد ليس عشوائيًا، فالارتباط بأحداث تاريخية مثل حرب أكتوبر يرسل رسالة قوية لإسرائيل عن استمرارية المقاومة، بينما يضيف عامل الضغط الدولي طبقات إضافية للمناورة. هذا التركيب يجعل المفاوضات لعبة متعددة اللاعبين، حيث تتداخل الاستراتيجيات السياسية مع الرموز التاريخية، مما يعزز من فرص تحقيق تقدم حقيقي. وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال عن مدى قدرتها على فرض توازن يحمي المصالح الفلسطينية، مع الاعتماد على دعم دولي متزايد لمواجهة السياسات الإسرائيلية. يُعتبر هذا النهج دليلاً على أن المقاومة لم تنازل عن أهدافها، بل اعتمدت استراتيجية أكثر نضجاً للتعامل مع الواقع المتغير، مما يفتح الباب لاحتمالات جديدة في الصراع.
تعليقات