مع تطور المنظومة التعليمية في المملكة، يشهد الطلاب والمدارس تحضيرات مكثفة لإحدى أبرز الفعاليات التعليمية السنوية. تعكس هذه الاختبارات جهود الوزارة في تعزيز جودة التعليم، حيث أعلنت عن جاهزية كافة المدارس الابتدائية والمتوسطة للبنات والبنين عبر جميع المناطق والمحافظات، لإجراء الاختبارات بشكل ورقي أو رقمي بدءاً من يوم الإثنين المقبل. هذا الاستعداد يأتي ضمن خطط واسعة لتحسين أداء الطلاب، مع توقع مشاركة واسعة تصل إلى أرقام كبيرة، مما يعكس التزام الجهات المعنية بتحقيق أهداف تعليمية وطنية.
الاختبارات الوطنية “نافس” في المملكة
في خطوة تهدف إلى تعزيز الجودة التعليمية، أعلنت وزارة التعليم عن استعداد جميع المدارس الابتدائية والمتوسطة لإجراء الاختبارات الوطنية “نافس”، سواء بنسختها الورقية أو الرقمية، بدءاً من يوم الإثنين القادم. من المتوقع أن يشارك في هذه الاختبارات أكثر من مليون ومائة وخمسين ألف طالب وطالبة، منتشرين عبر نحو عشرين ألف وتسعمائة مدرسة في مختلف المناطق. تهدف هذه الاختبارات إلى تقييم المهارات والمعارف الأساسية للطلاب في مواد محددة، حيث يخضع طلاب الصف الثالث الابتدائي لاختبارات في القراءة والرياضيات، بينما يشمل اختبار طلاب الصف السادس الابتدائي والثالث المتوسط مواد القراءة والرياضيات والعلوم. أكدت الإدارات التعليمية أن نتائج هذه الاختبارات لن تؤثر على انتقال الطلاب إلى الصف التالي في نهاية العام الدراسي، بل تُعتبر أداة تقويمية وتطويرية تهدف إلى تحسين العملية التعليمية.
الفحص الوطني للتعليم
يُعد الفحص الوطني للتعليم جزءاً أساسياً من جهود هيئة تقويم التعليم والتدريب في القيام بتقييم دوري ومنهجي لمستوى التحصيل التعليمي لطلاب المدارس في المملكة. من الأهداف الرئيسية لهذا الفحص تعزيز المنافسة الإيجابية والتميز بين المدارس والإدارات التعليمية، بالاعتماد على بيانات دقيقة حول مستويات التحصيل العلمي والعوامل المؤثرة فيه. هذه البيانات تمكن من إجراء تحليلات علمية عميقة لأداء المنظومة التعليمية بأكملها، مما يساعد في تحديد نقاط القوة ومجالات التحسين، وبالتالي دعم اتخاذ قرارات مدروسة لتطوير الأداء التعليمي. كما يرتبط هذا الفحص ببرنامج تنمية القدرات البشرية ضمن رؤية المملكة 2030، حيث يقيس مؤشرات الأداء الوطنية المتعلقة بالتعليم ويساهم في تحقيق أهدافه. اختيار الصفوف المستهدفة، مثل الثالث الابتدائي والسادس الابتدائي والثالث المتوسط، يعكس أهميتها كنقاط تحول تعليمية حاسمة؛ فهي تمثل نهاية مراحل تعليمية أساسية، حيث يغادر الطلاب فيها المرحلة الأولية أو الابتدائية، مما يوفر فرصة لتقييم التقدم وضمان استمرارية التعلم. بهذا الشكل، يساهم الفحص في بناء نظام تعليمي أكثر كفاءة وفعالية، مما يدعم التنمية المستدامة للجيل الناشئ في المملكة.
تعليقات