بتوجيهات حمدان بن زايد.. تمديد موسم الصيد بالصقور في أبوظبي

بتوجيهات حمدان بن زايد.. “البيئة – أبوظبي” تمدّد موسم الصيد بالصقور

تعزيز التراث الثقافي والحفاظ على التنوع البيولوجي

أبوظبي – في خطوة تهدف إلى تعزيز التراث الثقافي للإمارات العربية المتحدة ودعم الحفاظ على التنوع البيولوجي، أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي عن تمديد موسم الصيد بالصقور للعام الحالي، وذلك بموجب توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة. يأتي هذا القرار ليكون امتدادًا لجهود الدولة في التوفيق بين الحفاظ على التقاليد الوطنية والالتزام بالممارسات البيئية المستدامة.

يُذكر أن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، الذي يشغل منصبًا رئيسيًا في الجهود البيئية والثقافية في الإمارات، قد أكد دائمًا على أهمية دمج التراث الشعبي مع أحدث المعايير العلمية لحماية الموارد الطبيعية. في هذا السياق، جاء قرار تمديد الموسم الرسمي للصيد بالصقور ليشمل فترة إضافية تصل إلى نهاية شهر مارس المقبل، مما يمنح عشاق رياضة الصقارة فرصة أكبر لممارسة هذه الرياضة التقليدية في ظل الضوابط البيئية الصارمة.

أسباب التمديد وتفاصيله

يعد الصيد بالصقور واحدة من أبرز الرياضات التراثية في الإمارات، حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ البدوي وثقافة البراري. ومع ذلك، يُشرف على هذه الرياضة بروتوكولات صارمة لضمان عدم التأثير السلبي على الطيور المهاجرة أو التوازن البيئي. حسب إعلان هيئة البيئة – أبوظبي، جاء قرار التمديد استجابة لتقارير أظهرت توافر الظروف المناسبة للصيد هذا العام، بما في ذلك تراجع شدة الظروف الجوية وتوفر أعداد كافية من الفرائس، مما يسمح بإجراء الموسم دون تهديد للتنوع الحيوي.

كما أكدت الهيئة أن هذا التمديد يأتي بعد دراسات علمية شاملة قامت بها فرق متخصصة، لضمان أن يكون الصيد مستدامًا. على سبيل المثال، سيجري تطبيق قيود جديدة تشمل تحديد عدد الصقور المستخدمة في الصيد، ومراقبة حركتها عبر تقنيات التتبع الإلكتروني، بالإضافة إلى برامج التدريب للمشاركين لتعزيز الوعي البيئي. هذه الإجراءات تهدف إلى حماية أنواع الطيور النادرة، مثل الصقور الجارحة، التي تعد جزءًا أساسيًا من الإرث الطبيعي للمنطقة.

أهمية الصيد بالصقور في الإمارات

في الإمارات، يُعتبر الصيد بالصقور رمزًا للتراث الشعبي الذي يعكس الارتباط التقليدي بالطبيعة. هذه الرياضة ليست مجرد هواية، بل هي جزء من الهوية الثقافية، حيث يشارك فيها آلاف الأشخاص سنويًا، بما في ذلك الأفراد من مختلف الفئات العمرية. ومع ذلك، تبذل الحكومة الإماراتية جهودًا كبيرة لجعل هذه الرياضة متوافقة مع أهداف التنمية المستدامة، وفقًا للقوانين البيئية الاتحادية.

يقول الشيخ حمدان بن زايد في تصريحات سابقة: “يجب أن نكون حريصين على الحفاظ على تراثنا الثمين مع الحرص على حماية بيئتنا. التمديد الذي نعلنه اليوم يعكس توازننا بين الاستمرارية الثقافية والمسؤولية البيئية”. ويؤكد خبراء البيئة أن مثل هذه القرارات تساهم في تعزيز السياحة الثقافية، حيث يزور الإمارات عشاق الصيد من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز الاقتصاد المحلي.

كما أن هيئة البيئة – أبوظبي تعمل على برامج تعليمية لتعريف الجمهع بأهمية الحفاظ على الصقور، بما في ذلك مراكز التأهيل للطيور المهددة، والتي ساهمت في إنقاذ العديد من الأنواع من الانقراض. هذا النهج المتكامل يجعل من الإمارات نموذجًا عالميًا في دمج التراث مع الحماية البيئية.

الآفاق المستقبلية

مع تمديد موسم الصيد بالصقور، يتوقع أن تشهد الإمارات زيادة في الأنشطة الثقافية والسياحية، مع الالتزام بمعايير الاستدامة. هذا القرار يعكس التزام الإمارات بالأهداف الوطنية للتنمية المستدامة، كما هو مخطط في رؤية 2071، التي تهدف إلى حماية التراث والتنوع البيولوجي.

في الختام، يُعد تمديد موسم الصيد بالصقور خطوة إيجابية نحو تعزيز التوازن بين التقاليد والحماية البيئية، وذلك بفضل توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد وجهود هيئة البيئة – أبوظبي. يُدعى جميع المشاركين إلى الالتزام بالقوانين لضمان استمرارية هذا التراث لأجيال قادمة.