في ظل التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الرقابة المجتمعية وصياغة بيئة إعلامية آمنة ومسؤولة، أطلقت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام خدمة جديدة تتيح للمواطنين والمقيمين الإبلاغ عن أي محتوى إعلامي مخالف مباشرة عبر تطبيق “توكلنا”. هذه الخطوة تشكل جزءًا من استراتيجية وطنية واسعة تهدف إلى تشجيع مشاركة الأفراد في مراقبة الساحة الإعلامية، مما يعزز من جودة المحتوى ويمنع انتشار المواد غير المنضبطة التي قد تهدد القيم المجتمعية.
تعزيز الرقابة المجتمعية عبر توكلنا
تعد خدمة “تقديم بلاغ إعلامي” المتوفرة على توكلنا خطوة متقدمة لتمكين المستخدمين من الإبلاغ السريع عن أنواع مختلفة من المخالفات الإعلامية، سواء في البرامج التلفزيونية أو الإذاعية، أو حتى في الإعلانات التجارية والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا النظام الإلكتروني يوفر آلية رسمية وموثوقة، حيث يتيح نقل البلاغات فورًا إلى الجهات المعنية، مما يساعد في تقليل انتشار المعلومات المضللة وتعزيز الالتزام بالقوانين. من خلال هذا النهج، يصبح المستخدمون جزءًا فعالًا في بناء إعلام يعكس المصداقية والشفافية.
إشراك المجتمع في مراقبة الإعلام
يؤكد مسؤولو الهيئة أن غرض هذه الخدمة يتجاوز مجرد استقبال الشكاوى، ليشمل تمكين الأفراد من لعب دور رقابي يحمي القيم الوطنية والأنظمة المعمول بها. كل بلاغ يتم تقديمه عبر خاصية التبليغ في توكلنا يساهم في خلق بيئة إعلامية نظيفة، حيث تتم معالجة جميع البلاغات بسرية كاملة لضمان حماية هوية المبلغين وضمان العدالة في الإجراءات. علاوة على ذلك، يخضع كل تقرير لتدقيق شامل يعتمد على معايير نظامية، مما يضمن اتخاذ قرارات عادلة تعزز الثقة في العملية.
اختيار تطبيق توكلنا كمنصة للخدمة لم يكن عشوائيًا، إذ يُعد هذا التطبيق الرائد في تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية، مما يوفر واجهة سهلة وآمنة للإبلاغ. هذا التطوير يتزامن مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تركز على تعزيز دور المواطنين في التنمية المستدامة من خلال زيادة الشفافية والوعي الإعلامي. الرقابة المجتمعية هنا ليست مجرد أداة، بل ركيزة أساسية لبناء إعلام مهني يحترم التشريعات ويقوي الروابط الاجتماعية.
في الختام، تشجع الهيئة جميع الأفراد على استخدام هذه الخاصية للمساهمة في بناء فضاء إعلامي آمن ومسؤول. من خلال الإبلاغ عن المحتوى المخالف، يشارك الجميع في دعم الجهود الوطنية للحفاظ على مجتمع يتسم بالأمان والاستدامة، حيث يصبح كل فرد جزءًا من هذا النسيج الإيجابي. هذا النهج ليس فقط يحمي من المعلومات غير الدقيقة، بل يعزز ثقافة المسؤولية الجماعية، مما يجعل الإعلام أداة بناء وليس تدميرًا. بذلك، تكتمل الصورة لمجتمع سعودي متقدم يركز على الابتكار والحماية.

تعليقات