الشارقة تعزز انتشار اللغة العربية في أوروبا: من ميلانو إلى كويمبرا

الشارقة تعزز حضور اللغة العربية في أوروبا.. من ميلانو إلى كويمبرا

مقدمة: بوابة الثقافة العربية نحو العالم

في عصر التكامل الدولي، حيث تتفاعل الثقافات عبر القارات، تقف إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة كرمز للحفاظ على التراث العربي والإنساني. تمثل الشارقة، عبر مبادراتها الثقافية والتعليمية، قوة دافعة لتعزيز اللغة العربية كلغة حية وغنية بالتاريخ. من خلال شراكاتها الدولية، تركز الإمارة على نشر اللغة العربية في أوروبا، حيث تشكل هذه الجهود جسراً يربط بين الشرق والغرب. في هذا السياق، نستعرض رحلة تعزيز اللغة العربية من مدينة ميلانو الإيطالية إلى كويمبرا البرتغالية، حيث أصبحت هذه المدن جزءاً من خريطة الثقافة العربية في أوروبا.

الشارقة بوصفها مبدعة النشر الثقافي

تعتبر الشارقة مركزاً ثقافياً بارزاً، حيث يعمل مهرجان الشارقة الدولي للكتاب، إلى جانب مؤسساتها الثقافية الأخرى، على تعزيز اللغة العربية كأداة للتواصل العالمي. في السنوات الأخيرة، ركزت الإمارة على بناء شراكات مع الجامعات والمؤسسات الأوروبية، مما أدى إلى إنشاء برامج تعليمية وثقافية تهدف إلى تعليم اللغة العربية وتعريف الأوروبيين بتراثها الغني. هذه المبادرات ليست محصورة في الإمارات فحسب، بل تمتد إلى القارات، مع التركيز على أوروبا كمنصة للحوار الثقافي.

من ميلانو: عاصمة الإيطالية الثقافية إلى حضن اللغة العربية

تبدأ رحلتنا في ميلانو، المدينة الإيطالية الرائعة التي تعرف بأناقتها وتراثها الفني. في عام 2022، قامت الشارقة بتنظيم ورش عمل ومؤتمرات ثقافية في جامعة ميلانو الكاثوليكية، بالتعاون مع هيئة الشارقة للثقافة والفنون. هذه الفعاليات، التي حملت عنوان “اللغة العربية: جسر بين الحضارات”، ركزت على تعليم أساسيات اللغة العربية للطلاب والأكاديميين، مع التركيز على الأدب العربي الكلاسيكي مثل أعمال الشاعر الجاحظ وألف ليلة وليلة.

كما شملت البرامج في ميلانو جلسات حوارية حول أهمية اللغة العربية في العصر الحديث، حيث تم مناقشة دورها في الاقتصاد العالمي والعلوم، خاصة مع انتشار اللغة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وقد شارك في هذه الأنشطة أكثر من 500 شخص، بما في ذلك طلاب إيطاليين يتعلمون العربية كلغة ثانية. هذه المبادرة لم تكن مجرد دروس لغوية، بل كانت فرصة لتعزيز التبادل الثقافي، حيث عرضت الأفلام العربية وورش العمل في الخط العربي، مما أدى إلى زيادة الوعي بين الشباب الإيطالي نحو التراث العربي.

نحو كويمبرا: المدينة البرتغالية جامعة اللغة العربية

تتواصل القصة في كويمبرا، المدينة البرتغالية التي تُعرف بجامعتها القديمة والمرموقة، والتي تعود إلى القرن الثاني عشر. في عام 2023، أعلنت الشارقة عن شراكة استراتيجية مع جامعة كويمبرا، مما مكن من إنشاء برنامج “اللغة العربية في أوروبا”، يهدف إلى دمج اللغة العربية في المناهج الدراسية. هذا البرنامج شمل دورات تدريبية لأساتذة اللغة في الجامعة، بالإضافة إلى منح دراسية للطلاب البرتغاليين لدراسة العربية في الشارقة.

في كويمبرا، ركزت الفعاليات على الجانب التاريخي، حيث تناولت الصلات بين الثقافة العربية والبرتغالية خلال عصر النهضة، مثل تأثير الحضارة الإسلامية في شبه الجزيرة الأيبيرية. نظمت الجامعة معرضاً فنياً للفنون العربية الحديثة، بالتعاون مع الفنانين من الشارقة، مما جذب آلاف الزوار. كما أسفرت هذه الشراكة عن إطلاق أول برنامج رقمي لتعلم العربية عبر منصة إلكترونية مشتركة بين الجامعتين، وهو ما يعزز الوصول إلى اللغة للجمهور العريض.

تأثير الجهود: نحو مستقبل مشرق

تعكس مبادرات الشارقة في ميلانو وكويمبرا، وغيرها من المدن الأوروبية، التزامها بتعزيز اللغة العربية كعنصر أساسي في التنوع الثقافي العالمي. وفقاً لتقارير منظمة اليونسكو، ساهمت هذه البرامج في زيادة عدد المتعلمين لللغة العربية في أوروبا بنسبة 20% خلال السنوات القليلة الماضية. ليس هذا فحسب، بل إنها تساهم في مكافحة التصورات النمطية وتعزيز السلام الثقافي.

خاتمة: اللغة العربية عنوان للحوار

في الختام، تمثل جهود الشارقة في تعزيز حضور اللغة العربية في أوروبا خطوة حاسمة نحو عالم أكثر تماسكاً. من ميلانو، حيث يلتقي الفن بالتاريخ، إلى كويمبرا، بقيمها الأكاديمية العتيقة، تؤكد هذه المبادرات أن اللغة العربية ليست مجرد لغة، بل هي جسراً يبني الجسور بين الشعوب. مع استمرار الشارقة في هذه الجهود، يبدو أن مستقبل اللغة العربية في أوروبا أكثر إشراقاً، مما يعزز من دور الإمارات كقائدة في الثقافة العالمية.