أنهى المنتخب السعودي للشباب مشاركته في بطولة كأس العالم تحت 20 عامًا بمباراة مثيرة أمام المنتخب النرويجي، حيث انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي (1-1) في المباراة الثالثة والأخيرة من المجموعة السادسة. التقى الفريقان في ملعب إل تينينتي بمدينة رانكاغوا في تشيلي، حيث سعى المنتخب السعودي إلى تحقيق فوز معنوي بعد الخسارتين السابقتين أمام كولومبيا ونيجيريا. كان الشوط الأول مليئًا بالفرص الضائعة للسعوديين، الذين سيطروا على مجرى اللعب بشكل كبير، إذ أهدر عمار اليهيبي فرصة ذهبية عندما مرت تسديدته بجانب القائم في الدقيقة 19، بينما تصدى الحارس النرويجي لكرة طلال حاجي بعد عرضية من راكان الغامدي في الدقيقة 30. ومع ذلك، جاءت الفرصة الأولى للنرويج في الشوط الثاني، حيث استغلوا خطأ دفاعيًا ليتقدموا بهدف نيكلاس فوغلستاد في الدقيقة 47.
المنتخب السعودي يسجل تعادلاً مشرفًا في كأس العالم تحت 20 عامًا
لم يتأخر رد المنتخب السعودي طويلًا، إذ حصل الفريق على ركلة جزاء في الدقيقة 52 نفذها طلال حاجي ببراعة، مسجلاً هدف التعادل وهدفه الثاني في البطولة. واصل الأخضر ضغطه على مرمى الخصم، محاولاً إضافة هدف الفوز، حيث ارتطمت رأسية قوية من حاجي بالعارضة في الدقيقة 60، مما منع الفريق من التقدم. في المقابل، حصلت النرويج على فرصة رئيسية من ركلة جزاء في الدقيقة 74، لكن اللاعب راسموس هولتن أخفق في تسديدها فوق العارضة. مع مرور الدقائق الأخيرة، بذل لاعبو السعودية جهودًا مكثفة للوصول إلى هدف الفوز، لكن النتيجة بقيت متعادلة عند 1-1. بهذا التعادل، يودع المنتخب السعودي البطولة برصيد نقطة واحدة فقط، بعد الخسارات أمام كولومبيا (0-1) ونيجيريا (2-3).
أداء الأخضر يعكس تطور المواهب السعودية
رغم الخروج المبكر من البطولة، قدم المنتخب السعودي أداءً بطوليًا أثار إعجاب المتابعين، حيث أظهر الفريق الشاب تقدمًا واضحًا في أسلوبه الهجومي والدفاعي. في الشوط الأول، سيطر السعوديون تمامًا على المباراة، مع إنشاء فرص متعددة أبرزت مهارات اللاعبين الشباب مثل عمار اليهيبي وطلال حاجي، الذي كان أبرز نجم الفريق بتسجيله الهدف وخلق الفرص. هذا الأداء يعكس التطور السريع في قاعدة المواهب السعودية، التي تظهر استعدادًا كبيرًا للمنافسات الدولية القادمة. على سبيل المثال، كانت السيطرة السعودية في الشوط الأول دليلاً على تحسين الاستراتيجيات التكتيكية، حيث ركز الفريق على الهجمات السريعة والضغط العالي. ومع ذلك، كشفت الخسارات السابقة عن بعض النوقص في التركيز الدفاعي، خاصة في الشوط الثاني عندما سمحت هفوة بتسجيل هدف النرويج. يُعتبر هذا التعادل خطوة إيجابية في مسيرة المنتخب، حيث يوفر دروسًا قيمة للمستقبل، مثل تعزيز الدقة في الفرص وتحسين التعاون بين اللاعبين. الآن، مع انتهاء البطولة، يركز الاتحاد السعودي على بناء على هذه التجربة لبناء جيل جديد قادر على المنافسة على مستوى عالمي. إن الأداء الإجمالي للمنتخب في هذه البطولة يعد مؤشرًا مشجعًا لمستقبل كرة القدم السعودية، حيث يبرز الشباب كقوة ناشئة في الساحة الدولية. باختصار، رغم عدم التقدم إلى الدور التالي، فقد ترك المنتخب انطباعًا إيجابيًا يعزز من ثقة الأمة في قدرات لاعبيها الشباب.

تعليقات