في مدينة جدة، انطلقت احتفالات يوم المعلم العالمي لعام 2025 بطريقة تحمل طابعاً تعاونياً وإبداعياً، حيث رعاها محافظ المدينة الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي. نظمت الإدارة العامة للتعليم في جدة هذا الحدث تحت شعار “إعادة صياغة التدريس كمهنة تعاونية”، وجمع بين حضور قيادات تعليمية ونخبة من المعلمين والمعلمات، ليبرز دور هذه الفئة في بناء المجتمع. كان الحفل مليئاً بالأنشطة الرمزية التي تعكس الامتنان، بما في ذلك كلمات تعبيرية ومعارض فنية مبتكرة، مما يؤكد على أهمية المهنة التعليمية في تشكيل أجيال المستقبل.
احتفال جدة بيوم المعلم 2025
شهد الحفل حضور المديرة العامة منال بنت مبارك اللهيبي، إلى جانب قيادات تعليمية أخرى، وشارك فيه نحو 280 معلماً ومعلمة تمت تكريمهم لجهودهم الدؤوبة. بدأت الفعاليات بكلمة مؤثرة للمعلمة حنان باشا، التي وصفت المعلم بأنه ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل صانع للإنسان وغارس للقيم، يلعب دوراً حاسماً في بناء الوطن وإلهام الأجيال نحو التغيير والإبداع. كان الجو مشحوناً بالفخر والامتنان، حيث تحول الحدث إلى ما يشبه عرساً معرفياً يحتفي بسنوات البذل والعطاء من قبل المعلمين.
تكريم المعلمين والإحتفاء بالإبداع التعليمي
أحد أبرز محاور الحفل كان إطلاق المعرض الفني “ألوان رقمية”، الذي قدمه معلمو ومعلمات التربية الفنية في جدة، وهو تجربة مبتكرة تحول فيها الأعمال الفنية إلى لوحات ناطقة بفضل الذكاء الاصطناعي. هذه السابقة الأولى من نوعها أثارت إعجاب الحاضرين، الذين رأوا فيها مزجاً فريداً بين الفن والتكنولوجيا، حيث تحول اللون إلى رقم والفكرة إلى حركة ديناميكية. كما قدم الطلاب والطالبات أوبريتاً بعنوان “يا معلمي أغليك”، الذي كان رسالة عاطفية من الشكر والحب لمعلميهم، رافعين من مستوى الاحتفال إلى مستوى فني وثقافي. في ختام الحدث، قدمت المديرة العامة دروع التقدير للمتميزين، مما جسد ثقافة الاعتراف بجهود المعلمين كحجر أساس في صناعة المستقبل. هذه الفعالية لم تقتصر على التكريم فحسب، بل جسدت رؤية شاملة لتطوير المهنة التعليمية، من خلال دمج التقنيات الحديثة مع الجانب الإنساني، لتشجيع مزيد من التعاون بين المعلمين والمؤسسات التعليمية. في جدة، يُرى يوم المعلم كفرصة لإعادة تأكيد دور المعلم كملهم ومبدع، حيث يتم التركيز على تطوير المهارات وتعزيز الشراكات، مما يعكس التزام المدينة بتعزيز التعليم كأساس للتنمية الشاملة. هذا الاحتفال، الذي جمع بين التقاليد والابتكار، يرسل رسالة قوية إلى المجتمع بأن المعلمين ليسوا مجرد مربين، بل هم قادة يصوغون مستقبل الأجيال القادمة، مع الاستفادة من التكنولوجيا لتحسين العملية التعليمية. من خلال مثل هذه الفعاليات، تبرز جدة كمركز للابتكار في التعليم، حيث يتم التركيز على جعل المهنة أكثر جاذبية وفعالية، مما يدعم رؤية السعودية نحو تعزيز الجودة التعليمية على المستوى الدولي.

تعليقات