حامد الغامدي يستعيد تاريخ التلفزيون السعودي برؤية إنسانية في “الراعي والشاشة” – أخبار السعودية
يعود الإعلامي البارز حامد الغامدي ليرسم صورة حية من تجاربه المهنية الطويلة في عالم الإعلام السعودي، من خلال كتابه الجديد “الراعي والشاشة”، الذي يقدم سيرة ذاتية مشوقة تتلاقح مع تاريخ الإعلام في المملكة. يستعيد الغامدي في هذا العمل مسيرته الغنية بالأحداث، منذ انطلاقه في تلفزيون المملكة العربية السعودية مرورًا بتجاربه في قنوات أوربت وMBC، حيث أبرز برامج مثل “ما يطلبه المشاهدون” و”سباق المشاهدين” كرموز لتفاعل الجمهور مع الشاشة.
سيرة حامد الغامدي في الإعلام السعودي
في هذا الكتاب، يروي حامد الغامدي قصة حياته كجزء لا يتجزأ من تطور الإعلام في السعودية، بدءًا من أيام البث بالأبيض والأسود في الستينيات والسبعينيات، حين كان الإعلام يعتمد على الرسائل الورقية والمكالمات الهاتفية، وصولًا إلى عصر الرقمنة الحالي مع المنصات التفاعلية. يبرز الغامدي كيف اختلطت حياته الشخصية بالأحداث التاريخية، من خلال مشاركاته في تغطية زيارات الملوك والأمراء، ومرافقتهم في رحلات رسمية داخل المملكة وخارجها. هذه التجارب لم تكن مجرد مهام مهنية، بل حملت إشراقات إنسانية عميقة، حيث التقى فيها بالقصص الشعبية والثقافات المتنوعة، مما غنى رؤيته لدور الإعلام في بناء الوعي الجماعي.
عبر صفحات الكتاب، يؤكد الغامدي أن جوهر الإعلام يظل مرتبطًا بصدق الرسالة وبأثرها على الناس، رغم التقنيات المتطورة. ولد في الباحة عام 1960، وتخرج ببكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم حصل على ماجستير في سياسة الإدارة الإعلامية من جامعة جنوب كاليفورنيا. هذا الخليط بين الدراسات الأكاديمية والتجربة العملية ساهم في جعله إعلاميًا يجمع بين الاحتراف والجاذبية، مما أدى إلى تكريمات عديدة من محافل عربية وخليجية تقدر جهوده الطويلة في تعزيز الإعلام المسؤول.
تطور الإعلامي السعودي عبر العصور
يتناول الكتاب بشكل مفصل تحولات الأدوات الإعلامية، من البث التقليدي إلى العصر الرقمي، حيث أصبحت المنصات الإلكترونية جزءًا أساسيًا من تفاعل الجمهور. يرى الغامدي أن هذه التغييرات لم تفقد الإعلام جوهره الأساسي، الذي يبدأ من الإخلاص الشخصي وينتهي بتأثيره الإيجابي على المجتمع. في سياق هذا، يقارن بين برامجه القديمة التي كانت تعتمد على التواصل المباشر، مثل “شريط الفنون”، وبين التحديات الراهنة في عالم الإعلام السريع، حيث يسود الانتشار الواسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يأتي إصدار “الراعي والشاشة” في وقت يشهد فيه المشهد الثقافي السعودي نهضة كبيرة، خاصة مع فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي يجمع بين التجارب الأدبية والفكرية، مما يعكس التوجه نحو العالمية في الإنتاج الثقافي. هذا الكتاب ليس مجرد سيرة شخصية، بل وثيقة تاريخية تعكس كيف شكل الإعلام جيلًا كاملًا من المشاهدين، محافظًا على التراث بينما يتكيف مع المستقبل. بفضل أسلوب الغامدي السلس والغني بالأمثلة، يصبح الكتاب مرجعًا للدارسين والمهتمين بالإعلام، مؤكدًا أن النجاح المهني يأتي من الالتزام بالقيم الأخلاقية والتفاعل مع الواقع. هذا الجهد يعزز مكانة السعودية كمركز إعلامي إقليمي، حيث يستمر الإعلام في تشكيل الهوية الوطنية والثقافية.

تعليقات