ارتفعت حماس الجماهير السعودية بعد الفوز التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم 2022، لكن التراجع اللاحق في أداء المنتخب السعودي أثار القلق، خاصة مع اقتراب الملحق الآسيوي لكأس العالم 2026. الآن، يواجه الصقور تحديات كبيرة في المباريات القادمة ضد إندونيسيا ومن ثم العراق، حيث يسعى الفريق لاستعادة توازنه وتأمين التأهل.
أسباب تراجع نتائج المنتخب السعودي
مع مرور الشهور على نجاح منتخب السعودية في كأس العالم، أصبح واضحًا أن العوامل المختلفة ساهمت في هبوط الأداء العام. الجماهير التي كانت تفيض بالفرح أصبحت تشكك في الاستراتيجيات المتبعة، حيث أدى ذلك إلى نتائج أقل مما كان متوقعًا في التصفيات والمباريات الدولية. هذا التراجع لم يكن مفاجئًا بالكامل، إذ تأثر الفريق بعدة تحديات داخلية وخارجية، مما يجعل الملحق الآسيوي اختبارًا حقيقيًا لإعادة البناء.
عوامل انخفاض أداء الصقور
في الوقت الذي شهد فيه الاتحاد السعودي تغييرات جذرية، مثل استقطاب نجوم عالميين للدوري المحلي، بدأت الآثار السلبية تظهر على المنتخب. هذا التحول، الذي يعرف بـ”غزو النجوم”، سمح للأندية بتسجيل لاعبين أجانب بشكل غير محدود، لكنه أدى إلى إقصاء اللاعبين المحليين، خاصة المهاجمين، الذين وجدوا أنفسهم على مقاعد البدلاء. كما أكد ماجد عبد الله، أسطورة الكرة السعودية، أن هذا الوضع أضعف الخطوط الأمامية للمنتخب، مما انعكس على قدرته على التسجيل في المباريات الدولية.
أما عن غياب الاستقرار الفني، فقد كان عاملاً رئيسياً في هذا التراجع. تغير المديرين الفنيين بشكل متكرر عطّل تطور الفريق، حيث لم يتمكن اللاعبون من التكيف مع فلسفة جديدة. على سبيل المثال، بعد رحيل هيرفي رينارد في أعقاب الإنجاز العالمي، تولى روبرتو مانشيني الإدارة في 2023، لكنه أقيل بعد فترة قصيرة بسبب النتائج المتذبذبة، إذ حقق سبع فوزات وخسر خمساً من 17 مباراة. عودة رينارد في 2024 لم تحل المشكلة بالكامل، حيث ظهر الفريق بمستوى أقل في مواجهات حاسمة، مع ضعف في التحضير التكتيكي والروح القتالية.
أضاف إلى ذلك فشل مانشيني في فرض بصمته، من خلال التعديلات المتكررة في التشكيلات، حيث قام بـ38 تغييراً في تسع مباريات أولى، واستخدم 30 لاعباً مختلفاً. هذا التخبط أثر على الانسجام الجماعي، مما جعل الفريق يعاني من عدم القدرة على قراءة المباريات بشكل صحيح.
من جانب آخر، لعبت الإصابات دوراً كبيراً في هذا الانخفاض، إذ أصبحت ظاهرة متكررة تؤثر على أبرز اللاعبين. على سبيل المثال، غاب سالم الدوسري عن مباراة ودية بسبب إصابة، وتكررت الحالات مع أيمن يحيى وزياد الجهني، بالإضافة إلى انسحاب سعود عبد الحميد وحسن كادش من مواجهة اليابان. هذا النقص العددي ظهر جلياً في بطولة الكأس الذهبية 2025، حيث تأثر الدفاع بإصابات عبد الله مادو وهمام الهمامي، مما أدى إلى الخروج المبكر. كذلك، في بطولة الخليج 26، غاب عبد الإله العمري وصالح الشهري، مساهمة في الخسارة أمام عمان.
أخيراً، يُذكر عناد رينارد في اختياره للاعبين معينين، مثل علي البليهي، رغم الضغوط الجماهيرية لتغيير الخيارات، كالتجاه إلى علي لاجامي أو سعد الموسى. تجاهل مطالب الاستدعاء لنجوم مثل عبد الله آل سالم وعبد الرحمن الغريب أدى إلى نقص في الخيارات الفعالة. مع اقتراب مباريات الملحق، يتطلب الأمر مراجعة شاملة لهذه العوامل لاستعادة المنتخب تألقه وتحقيق التأهل إلى كأس العالم 2026، حيث يمكن للصقور الاستفادة من الدعم الجماهيري والفرص المتاحة في جدة.

تعليقات